للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وتنفطر الأكباد وهي نوادب … لتلك النوادي مرتع الجود والنّدى

لقد ناحت الدنيا إلى أن تصدّعت … ولم يبق منها موضع إلا تهدّدا

لقد رجّت الآفاق شرقا ومغربا … وأكثر من في الجوّ شجوا وعدّدا

وقد (٢٠٦) أسمع الملهوف لو أن غوثه … يفيد حياة: مطلقا أو مقيّدا

ولكن هي الأشباح قد دفنت بها … القلوب فما تحتاج حفرا لتلحدا

لقد تخذوا الدنيا قرارا وغرّهم … بليل الأماني من أضل وما هدى

وقصيدته التي يمدح بها السلطان الملك الظاهر أبا سعيد جقمق لما قرأ البخاري بحضرته سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة، وأنشده إياها بعد ختمه موضحة لذلك، وهي مسطورة بكتابي «إشعار الواعي بأشعار البقاعى».

وقصيدته التي مدح بها بعض كتاب السرّ (٢٠٧) وهي:

سرت في سماء القلب تهزأ بالبدر … فلا موضع للغير خال من الصّدر

وبثّت هواها في الجوانح مثلما … تبسّط نور الشمس في البر والبحر

وحلّت على الأكوان أبهى محاسن … فجلّت عن الأوصاف بالنظم والنثر

ولما رأت أن الوفود تحيّروا … عن السير من ليل وقود من الشعر

تراءت ومرآة السماء صقيلة … فأثّر فيها وجهها صورة البدر

فساروا على اسم اللّه والتمسوا العلا … وغرّهمو (٢٠٨) شغل بيتك الخلي الغر

فألقتهمو في التيه صرعى بحبها … سكارى من القول الضحوك من الخمر

وأنزلهم من سحر بابل طرفها … بواد فسيح في البوادي وفي القفر

ولا سحر إلّا مبدع من جمالها … وما أودع الرحمن في النحر والسّحر

ولا تيه إلّا دهشة الحبّ والذي … سقوه من الرّيق المضمن للثغر

تشابهه راح الكؤوس لما حوت … من الطيب والطوق المنظّم بالدّر

وما أورثت من هزة لمواصل … كما ارتعد المشعوف من خيفة البحر


(٢٠٦) في السليمانية: «قد».
(٢٠٧) ورد بعدها في السليمانية: «بدل لذلك»، وقد حذفناها لعدم وجود معنى لها هنا.
(٢٠٨) هكذا جاء هذا الشطر في السليمانية وتونس، ولم نستطع الوقوف على ما يصححها.

<<  <  ج: ص:  >  >>