للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يا لحى اللّه فتية ألجأتنى … لاغتراب بعد اقتراب لهند

ربّ ليل ركضت فيه جيادا … للملاهي، وما بلغت أشدّى

رصّعته شهب السماء ببدر … نضّدته عليه أبهج نضد

ثم خطّت بالنصر منه سجلا … رمّلته بأحسن اللّازوردى

وحباه كف الثريّا نثارا … نظمته الميزان أنفس عقد

فاجتدى البحر الخضمّ نداه … فرماه من اللآلي بمدّ

وأدارت بدوره نبت كرم … مثل شمس تسربلت ثوب شهد

طالما أبرمت يد السحب نسجا … عقده في عنقودها أىّ عقد

ما هداني لحانها غير نفح … قد شدا من نفح الرياض بنجد

وشعاع سرى بأطيب عرف … من تجلّى صرف الكؤوس وورد

عجبا هل رأيت لمع رحيق … في طريق يرى الصواب ويهدى

أم علمت الضلال يجلو ظلاما … ليت شعري أم فرط غىّ كرشد

يا رعى اللّه هاتيك الليالي … مثل برق سرى وما نلت قصدي

يا ترى هل أفوز منها بعود … قبل ألقى مثل الرّكاز (٢٢٣) بلحدى

أو أرى من تلك البدور اجتماعا … مثل عهد مضى بأنضر حدّ

شبه إكليل حول ساقى المحيا … كل صدر به سقى كأس ود

إن أفز بالوصال أو لم أجزه … فدواما للّه شكري وحمدى

*** وكذا قوله:

ولى معشر في نيل مصر توافقت … مناهم وأوقات الزمان عبيد

كأنّهمو عقد تنظّم جوهرا … وكل مقال يذكرون سديد

قضيت بهم أيام أنسى وقد نأى … رقيبى، ولم يقدر علىّ حسود

ونحن على متن السفين كأننا … علونا سحابا للسرور تميد

أشبه موج البحر جيشا تتابعت … به الخيل إذ ثوب الرياح حديد

وجادت له أيدي النسيم بنفحها … فمدّت شباكا للقلوب تصيد


(٢٢٣) الركاز: في اللغة بكسر الراء هو الشئ الخفي أو المدفون في باطن الأرض.

<<  <  ج: ص:  >  >>