للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

على من يعتقد ما خالف فيه ابن تيمية الجمهور، وبالجملة فلقد كان المشار إليه في دمشق بالولاية والمعرفة باللّه. ولم يخلف بعده مثله.

ولما بنى خان السبيل باشر العمل فيه الفقهاء ومن سواهم، حتى إنّي أخبرت عن الشيخ شمس الدين بن ناصر الدين أنه كان كثير العمل فيه، وكان الشيخ يضع من مقداره ويرميه باحتقار (٣٤٠) بمسائل ابن تيمية. وكراماته كثيرة وأحواله شهيرة. حدثني صاحبنا الفاضل البارع برهان الدين إبراهيم بن محمد بن إبراهيم القادري الشافعي قال:

أخرج إلى الشيخ الصالح عيسى البطائنى ورقة بخط الشيخ تقى الدين الحصني، فقال لي: هل تدرى ما سببها؟ قلت: لا؛ قال: كنت من ليال طالعا إلى الصالحية بين البساتين وإذا بجماعة من الحنابلة يقولون عن الشيخ «إنه عمى من كلامه في ابن تيمية؛ وكان سبب ذلك أنه حصل له في عينيه شئ فقدح فأبصر، فقلت لهم: أنتم قوم تقولون ما لا تعلمون، فأرادوا قتلى فحال الله دونهم بجماعة قد أغاثونى، فنمت في بيتي في الصالحية وأنا في غاية الضيق من ذلك، فلما أصبحت كان أول طارق على شخص من عند الشيخ ومعه هذه الورقة من غير أن أكون أعلمت أحدا بقصتى»

وهي (٣٤١) والحمد لله مستحق الحمد:

ما أكثر الناس وما أقلهم … وما أقلّ في القليل النجبا

ليتهم لم يكونوا خلقوا … مهذبين صحبوا مهذّبا

هؤلاء قوم قلوبهم فارغة عند الله ﷿، قد سلبها الشيطان وبث فيها دواهيه ونشرها في أبدانهم فأطلقوا ألسنتهم فيما ليس لهم به علم ويحسبونه (٣٤٢) هينا وهو عند اللّه عظيم، ومن أقوى أدلّة ذلك عدم احترامهم لكلام الله وإشاعتهم الفاحشة في حق المؤمنين فسوف يلقون غيّا، ذلك في الدنيا والآخرة، ولا يتأثر من كلامهم إلا شخص ضعيف العقل والعلم لأنهم أهل بدعة وضلال».


(٣٤٠) في السليمانية وتونس وردت «باعتفار».
(٣٤١) في السليمانية: «وهو».
(٣٤٢) سورة النور: آية ١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>