للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

نصرانيا-أن يكتب بينه وبينه براءة ففعل وكتب في آخرها: «قال ذلك فقيد رحمة ربه فلان» فقال له ذلك النصراني: «لما (٣٨١) عبتم على من قال من أهل الكتاب إن الله فقير (٣٨٢) ونحن أغنياء «وأنت قد وقعت في ذلك؟».

وكان (النصراني) عاميا لا يفهم معاني الكلام.

قال: (إسماعيل البرماوى) (٣٨٣) فقلت له هذا المكان يضيق عن الكلام في مثل هذا … ، فتعال إلى البيت أجلو لك هذا الشك قال: ثم ذهبت فرأيت تلك الليلة المسيح عيسى بن مريم قد نزل من السماء وعليه قميص أبيض، قال: «فقلت في نفسي إن كان من لباس الجنة فهو غير مخيط (٣٨٤)، قال، فلمسته بيدي واستبنت في أمره فإذا هو قطعة واحدة ليس فيه خياطة، فقلت له: أأنت عيسى بن مريم الذي قالت النصارى انه ابن الله؟ قال: ألم تقرأ القرآن؟ قلت: لقد (٣٨٥) كفر الذين قالوا … وقالت النصارى المسيح ابن الله … الآيات. ثم استيقظت، فأتاني ذلك النصراني في الصباح وهو يشهد أن لا إله إلّا الله وأن محمدا رسول الله، فأسلم وحسن إسلامه، ولم يكن لذلك سبب أعلمه إلّا بركة رؤيتي لعيسى .

ولم يزل الشيخ (٣٨٦) يلازم-على خفة ذات يده-الاشتغال في فنون العلوم ولا سيما على البلقيني حتى صار أوحد أهل القاهرة. وتخرّج به عدة من علمائها كالشمس البرماوى (٣٨٧)

وكان [صاحب (٣٨٨) الترجمة] صبورا على الفقر، زاهدا في الدنيا، موقنا بأن ذلك هو الحالة الحسنى.

أخبرني أنه كان يسأل الله أن يجعل ثلاثة أرباع رزقه علما، فكان قرير العين بفقره وما آتاه الله من العلم، وكان يعيب على من يتردّد إلى غنى لماله، أو ذي جاه لجاهه.


(٣٨١) في السليمانية وتونس: «اسم» ولكن حذفناها وكتبنا «لما» ليستقيم المعنى.
(٣٨٢) سورة آل عمران آية ١٨١.
(٣٨٣) أي صاحب الترجمة.
(٣٨٤) في تونس والسليمانية: «بحر محيط».
(٣٨٥) الجزء الأول من سورة المائدة آية ١٧ والجزء الثاني سورة التوبة آية ٣٠.
(٣٨٦) المقصود بذلك صاحب الترجمة إسماعيل بن أبي الحسن.
(٣٨٧) كلمة غير مقروءة في الأصلين.
(٣٨٨) أضيف ما بين الحاصرتين للإيضاح.

<<  <  ج: ص:  >  >>