فمني كجنات بدت لطليبها … جليت معانيها لعين لبيبها
كم أعين قرّت بها بحبيبها … ليلات بتنا فاكهين بطيبها
سكرى تدير يد التداني الراحا
وبها بلغنا سؤلنا من ربنا … فأتى لنا منه الخلاص من العنا
من حيث أعطينا هناك فدلنا … وبها حذفنا بالحصى أعدانا
وكسى المتيم خلعة ووشاحا
من بعد ما فزنا بأعظم وقفة … هطلت علينا من هواطل رحمة
فلكم عفى فيها أسير خطيئة … ذاك الزمان فهل له من عودة
فيكون في ليل الجفا مصباحا
وبجمع اجتمعت لنا آرابنا … ومن المنى والقصد تم طلابنا
إذ أرضيت عنا بها طلابنا … وتعطفت بعناقنا أحبابنا
فرضوا وما كانوا بذاك شحاحا
نالو النجا والفوز مما يحذر … واستوثقوا مما به يستبشر
وتشرفوا بقراهم وتعطروا … لكن كمال نعيمهم أن ينظروا
مولاهم ويكلموه كفاحا
أوقاتهم مشغولة بسرورهم … ما بين زورة ربهم وقصورهم
بلغوا بحسن مسيرهم لمصيرهم … فاتبع لتكرع من زلال غديرهم
واشرب ليطفي من حشاك أجاجا
هذا مثال منى ولكن دارها … دار الفناء لتبتلى أخبارها
وتبين فيه خيارها وشرارها … كم حملة حطت بها أوزارها
ثم انثنوا مستأنفين رباحا