للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

خلت المعاهد من مهاة كنّس … قد كن فيها نزهة للأنفس

دنياي إن بانوا … ... منها تقر عيون كل موسوس

يا حبذا إن أقبلت فلي الهنا … أو أدبرت ثوب الضنا من ملبس

جاءت لنهب قلوبنا بلحاظها … حوراء ترفل في قميص سندس

هزت قضيبا فوقه غصن بدت … ترخي ذوائب جيدها كالحندس (١)

بأنامل قمعن من ذهب وقد … ملأت بهم كأس العتاب بمجلس

ناشدتها هل تخطرين بحينا … قالت: نعم ولعل انظر مؤنسي

ثم انثنت ودموعها منهملة … فحسبته درا بدا من نرجس

نبذ العذول زمامها فتقاعست … لكن أجابته بقلب قد قسي

يا ذا الذي يبغي محبة غيره … لمحي وإنّ وداده لي ينتسي

الله أكبر مل حييت له الرضى … أومت من بردى محبته اكتسى

وأنشدنا من لفظه لنفسه في التاريخ والمكان المذكورين قبل وسمع رفيقاي: [الطويل]

غرامي بكم في كل يوم يجدّد … وقلبي بأسياف البعاد يخدّد

وعيناي ما شحت لفقد أحبتي … ولكنها سحت دما ليست تخمد

ونار الأسى في أضلعي قد تسعرت … وما تركت من مفصل فيه تحمد

يقولون لوّامي تعوض بغيره … فقلت أتعويضا ولمّا تعود

تعاظم وجدي فأذكرت ديارهم … وجدت بها غير الذي جئت أقصد

فما الناس بالناس الذين عرفتهم … ولا الدار بالدار التي أعهد

[مات في جمادى الأولى سنة ثمان وأربعين وثمانمائة] (٢)

***


(١) الحندس: الشديد الظلمة. انظر: تاج العروس (حندس).
(٢) ما بين الحاصرتين إضافة من المعجم الصغير، ص ١٢٦. وانظر أيضا: الضوء اللامع ٣/ ٢٧٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>