للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولد قبل سنة عشرين (١) وثمانمائة بالقاهرة. وحفظ القرآن وكتبا، وسمع الزين القمني، والناصر الفاقوسي، وشيخ الإسلام ابن حجر. ودار معنا على الأشياخ، وقرأ كثيرا حتى اتسعت سماعاته. وبحث في النحو، والفقه، والفرائض، وغيرها على أخيه الشيخ علاء الدين، وشارك في الفنون، وأقبل على أسماء الرجال بكليته حتى مهر في هذا الفن. وكتب كثيرا من مصنفات شيخنا، وعلق الأجزاء، وكتب الطباق. وخرج لنفسه أربعين متباينة الأسانيد، وله نظم يتكلفه لا بقريحة مجيبة بل باستعمال العروض منه. أنشدني من لفظه فيمن اسمها آمنة: [الرمل]

ورب فتاة أخجل الغصن قدها … سبت قلب صب والمحبة قاطنة

وتفزع بخلا حين نشدو لوصلها … فوا عجبا من [خوفها] (٢) وهي آمنة

وقال فيمن اسمها آسية، ظانا أن لفظ آسية يمكن أن يكون اسم فاعل من الإساءة ضد الإحسان: [الرجز]

قد أضرمت نيران قلبي بالنوى … من أتلفت روحي وهي قاسية

أحسنت في تصبري لصدها … ولم تزل هاجرة لي آسية

وأخبرني النجم بن فهد، أن أبا صاحب الترجمة قطب الدين أحمد أخبره أنه من ذرية غشم المقدسي. ورأيت بخط صاحب الترجمة نسبتهم إلى قريش، ولم يدّع ذلك أبوه، ولا أخوه العلامة علاء الدين، ولا أحدا ممن رأينا منهم. ومما جربته عليه مما يقدح ويؤثر في الجرح، أنه حال القراءة إذا مر بكلمة تعسرت عليه قراءتها تركها، وقرأ ما بعدها. من ذلك: أنه قرأ يوما في السيرة لابن سيد الناس، فجاء إلى قول أبي جهل في قصة الآراش: وأن فوق رأسه لفحلا من الإبل ما رأيت مثل هامته. لم يحسن أن يقول:

ولا قصرته. وهي بفتح القاف والصاد والراء المهملتين، فجاوزها بعد أن توقف برهة، وقال: ولا أنيابه. واستمر.


(١) ذكر في المعجم الصغير، ص ١٣٨؛ الضوء اللامع ٤/ ٤٦، أنه: ولد ليلة السبت السادس من شهر رجب سنة سبع عشرة وثمانمائة.
(٢) في الأصل، والسليمانية: جوفها. والمثبت كما في الضوء اللامع ٤/ ٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>