للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وحج مرتين، أولهما سنة خمس وعشرين، [وجاور] (١) ورحل إلى دمشق، وزار القدس والخليل، ودخل الثغرين، وسمع من البخاري على: ابن أبي المجد.

حضر سنة ست وعشرين وثمانمائة قراءة البخاري في قلعة الجبل بالقصر بحضرة السلطان الملك الأشرف برسباي، وكان القضاة إذ ذاك: حافظ العصر ابن حجر الشافعي، والزين التفهني الحنفي، والشمس البساطي المالكي، والمحب ابن نصر الله البغدادي الحنبلي، والقارئ نور الدين السيوفي، فقال: وبسندكم رضي الله عنكم إلى الإمام أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري. فقال الشيخ جلال الدين صاحب الترجمة: حسبك يا قارئ، الإشارة أولا في قولك وبسندكم لمن هي؟ أللكل أم لواحد بصيغة التعظيم؟ فقال: بل لواحد، وهو القاضي الشافعي. فقال الجلال للجماعة: هذا رجل لا يعرف مصطلح أهل العلم، لأي معنى تكون الإشارة إلى القاضي الشافعي دون غيره؟ أيكون سنده أعلى الأسانيد، أم لغير ذلك؟ فإن كان الأول فيتوجه تخصيصه بالإشارة حينئذ، وإلا فما وجه التخصيص؟ فإن كان لهذا سر عند أهل العلم أبدوه لنا لنستفيده؛ فإن كان المال أو الجاه أو المنصب فهذا شيء لا مدخل له في هذا الباب أصلا. فسكتوا أجمعين.

وكان القاضي شمس الدين بن كميل (٢) قاضي المنصورة حاضرا، فقال يمدح الشيخ جلال الدين: [خفيف]

لي مولى لو كان كل كريم … من لجين لكان من إبريز

بي أفديه من حليم حكيم … سند سيد غرير عزيز

مسكت المدعين عند التلاقي … مفحم النازعين عند البروز

طال أقرانه علوما وفضلا … فتعجب للطويل الوجيز

وقال الشمس الرشيدي خطيب جامع أمير حسين (٣): إنها له، لا لابن كميل.


(١) في الأصل، السليمانية: وجاول. والمثبت من الضوء اللامع ٤/ ٥٦.
(٢) هو: محمد بن أحمد بن عمر بن كميل-بضم الكاف-بن عوض، الشمس المنصوري الشافعي. ولد في صفر سنة خمس وسبعين وسبعمائة بالمنصورة. وتوفي في شعبان سنة ثمان وأربعين وثمانمائة. انظر: إنباء الغمر ٢٣٢/ ٤ - ٢٣٣؛ الضوء اللامع ٧/ ٢٨ - ٢٩.
(٣) هذا الجامع أنشأه الأمير حسين بن أبي بكر بن إسماعيل بن جندر بك، شرف الدين الرومي، سنة ٧١٩ هـ، وتوفي سنة ٧٢٩ هـ، وقد دفن في هذا الجامع. انظر: الخطط المقريزية ٤/ ٢١٤،٣/ ١٤٧ - ٢١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>