للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وعرض العمدة أيضا والمنهاج على جماعة في سنة ست وثمانمائة، منهم غير من تقدم: الزين عبد الرحمن بن علي الفارسكوري، وأجاز له رواية ما له وعنه، وأجاز له الزين العراقي حال العرض رواية المنهاج عن أبي عبد الله محمد بن أبي بكر بن أبي البركات النعماني عن مؤلفه. وعلى الولي ابن الشيخ زين الدين وأجاز له، وحضر غالب تقسيم المنهاج على البرهان البيجوري.

وهم بيت علم ودين وأصل وجمال؛ فالقاضي جلال الدين من أعيان نواب الشافعي ووجوههم، وكان أبوه من نوابغ الطلبة والنواب، وأما جده فشيخ المذهب ومحيي ما درس من رسومه بكل تصنيف اشتهر كالطراز المذهب. سادت تصانيفه مشرقا ومغربا، وانتفع بها أهل الإسلام عجما وعربا. وجد أبيه كان شيخ النحو وعلامته. وهو كأسلافه في الجمال وحسن الهيئة، وإيثار الخلوة والانعزال عن الناس. والله تعالى يحفظ بيتهم بصاحب الترجمة فلم يبق منهم إلا هو.

وحج سنة تسع وثمانمائة، وولي سنة سبع وثمانمائة ما كان باسم أبيه من التداريس والوظائف، ونيابة القضاء عن قاضي القضاة شمس الدين الإخنائي سنة سبع وثمانمائة، واستمر ينوب لمن بعده. وهو حسن السيرة، سنه أربعين، وهو [ذو] (١) شكاله حسنة، عليه سكينة ووقار، وهو مؤثر الانجماع عن الناس، وله خط حسن. أجاز باستدعائي.

وقرأت عليه جزء الأنصاري بسماعه له على البحر العلامة برهان الدين إبراهيم بن أحمد بن عبد الواحد التنوخي البعلي الشهير بالشامي، والجمال أبي المعالي عبد الله ابن عمر بن علي الحلاوي الأزهري. قال الأول: أنبأنا المشايخ المسندون، وعدتهم مائة وأربعون نفسا، قراءة عليهم وأنا أسمع في دفعتين، وهم: الحافظان: أبو الحجاج يوسف ابن الزكي عبد الرحمن المزي، وأبو محمد القاسم بن محمد البرزالي.

والحافظ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن الذهبي. والمسند أبو محمد عبد الله بن الحسين بن أبي التائب. والإمام محيي الدين إسماعيل بن يحيى بن جهبل


(١) ما بين الحاصرتين إضافة يقتضيها السياق.
(٢) محمد: ساقطة من السليمانية.

<<  <  ج: ص:  >  >>