للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولد سنة تسع وسبعين أو سنة ثمانين وسبعمائة في أبو تيج من أعمال السيوطية بصعيد مصر، وقرأ بها القرآن، وحفظ التبريزي.

ثم رحل إلى القاهرة سنة ست وتسعين (١)، وحفظ العمدة، ومنهاج البيضاوي، والملحة، والرحبية وعرضها على البرهان الإبناسي، والسراج بن الملقن، والسراج البلقيني، والكمال الدميري، وأجازوا [له] (٢)

ثم رجع إلى بلده، ثم انتقلت به أمه إلى القدس سنة ست وتسعين ليشتغل بالعلم- وكانت من ذوات اليسار-فقطنوا بها، وأقبل على التفهم وأخذ الفقه عن الشمس الغراقي-بالمعجمة-وأكثر عنه من الفرائض والحساب بأنواعه؛ الجبر وما سواه، والشيخ شهاب الدين بن العماد، والشيخ شمس الدين البرماوي. ولازم الشيخ ولي الدين العراقي كثيرا، ولم ينتفع بأحد ما انتفع به، وسمع غالب تصانيفه، وقرأ عليه غالب كتابه النكت. وأخذ النحو عن الشمس الشطنوفي، والشمس بن هشام العجيمي، والأصول عن الشمس البرماوي، والشيخ عبد السلام البغدادي. وسمع الشيخ ولي الدين، وأباه شيخ الإسلام أبا الفضل عبد الرحيم وغيرهم، وأجازوه.

ثم أقبل عليه الناس فانتفعوا به، وشهر بالفرائض وقصده الناس لأجلها، وهو مقيم بمدرسة القاضي الفاضل (٣) ينتفع به الناس، وهو منقطع عن الناس، وهو متدرع ثوب القناعة عنهم واليأس.

سمع من لفظ قاضي القضاة ولي الدين أبي زرعة أحمد بن شيخ الإسلام زين الدين العراقي أربعة عشر حديثا من أربعين ابن صرما، بسماعه لها من العلامة جمال الدين محمد ابن العلامة كمال الدين أحمد ابن العلامة جمال الدين محمد الشريشي، وحضوره في الثالثة على الأصيل بهاء الدين أبي الحجاج يوسف بن يحيى بن الزكي القرشي الربعي، والعالم مجد الدين أحمد بن محمد بن عبد الله بن الحسن بن علي الأربلي ثم الدمشقي بها، بإجازتهم من أبي الفرج عبد الرحمن بن عبد اللطيف بن


(١) الوارد في الضوء اللامع ٤/ ١١٥: أنه رحل إلى القاهرة سنة أربع وثمانين، ولعله الصحيح كما يرد بعد ذلك في السياق.
(٢) ما بين الحاصرتين إضافة من الضوء اللامع ٤/ ١١٥، لمناسبة السياق.
(٣) هذه المدرسة بدرب ملوخيا-حارة قصر الشوق-من القاهرة بناها القاضي الفاضل بجوار داره سنة ثمانين وخمسمائة ووقف بها جملة عظيمة من الكتب في سائر العلوم، وكانت هذه المدرسة من أعظم مدارس القاهرة وأجلها، وقد تلاشت لخراب ما حولها. انظر: الخطط المقريزية ٤/ ٤٦٢ - ٤٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>