للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأجاز له السراج البلقيني، والزين العراقي، ورحل إلى غزة؛ ولكن لم يسمع بها شيئا، وحصل له صمم في حدود سنة خمس عشرة وثمانمائة، بحيث لا يسمع شيئا البتة فكان من أراد تحديثه يحرك له إصبعه على كمه كهيئة من يكتب فيفهم ما يريد، حتى إنه يشار له بالكتابة في الهواء فيفهم، وكذا على ظهره بحيث يلامس الإصبع جسده، وكذا على كفه من داخل كمه بحيث لا يرى فيحس بما يكتب بحركة الإصبع فيفهم. وأخبرت أن الشيخ شمس الدين الشطنوفي كان يقرر له الدروس بإصبعه كتابة في الهواء. وهو في غاية الذكاء واللطافة والتنكيت، حلو النادرة، سريع الجواب، ويعرف الثقاف ورمي النشاب معرفة مليحة.

اجتمعت به في سنة إحدى وأربعين وثمانمائة، وأجاز لي ما يجوز له وعنه روايته متلفظا، وأنشدني من لفظه لنفسه يوم الأحد حادي عشر شوال من السنة: [الكامل]

لما رأيت البدر دون جمالها … وغدت تميس بحلة الإبريز

ناديت هذا كفوها فتقدموا … والغير مطرود من الدهليز

وكذلك هجوا في قاضي القضاة علم الدين صالح بن البلقيني: [الكامل]

جردت روح الروح مني سائلا … هل من جواب صالح عن صالح

فأجابني بعد التأوه قائلا … ما سنّ في الإسلام سنة صالح

ولما سألته الإجازة سر بذلك، ونظم في المجلس وأنشد فيه: [الكامل]

ولقد رويت لفضلكم عن جابر … ولوجهك البشرى بحق سماعي

فتشرفت أرضي بوابل فضلكم … وزهت على المسك الذكي بقاعي (١)

[مات يوم الخميس أو الجمعة خامس عشرى أو سادس عشرى شهر ربيع الآخر سنة خمس وخمسين وثمانمائة بالقاهرة] (٢)


(١) وردت بعد ذلك ترجمة: عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد … جلال الدين بن شهاب الدين القمني. وهي مكررة وقد نقلت في موضعها حسب الترتيب الهجائي في الكتاب.
(٢) ما بين الحاصرتين إضافة من المعجم الصغير، ص ١٤٤. وانظر أيضا: الضوء اللامع ٤/ ٩٥؛ حوادث الزمان ١/ ٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>