سعيد الفارسي، أنا: أبو أحمد محمد بن عيسى بن عبد الرحمن بن عمرويه الجلودي، أنا: الفقيه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن سفيان الزاهد، أنا: الحافظ أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري سماعا عليه سوى أفوات ثلاثة، كان إبراهيم يقول فيها عن مسلم ولا يقول أنا: مسلم. قال ابن الصلاح: فلا يدري حملها عنه إجازة أو وجادة.
الفوت الأول في كتاب الحج من قول مسلم: ثنا ابن نمير ثنا أبي عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر، فذكر حديث"المقصرين والمحلقين"إلى حديث"لا يخلون رجل وامرأة إلا ومعها ذو محرم"ويليه حدثنا هارون بن عبد الله، فذكر حديث ابن عمر:"كان رسول الله-ﷺ-إذا استوى على بعيره … ". الفوت الثاني، في كتاب الوصايا من قول مسلم: حدثني أبو خثيمة ومحمد بن المثنى فذكر حديث ابن عمر"ما حق امرئ مسلم"إلى حديث"القسامة"ويليه"حدثني إسحاق بن منصور، أنا بشر بن عمر". الفوت الثالث، في كتاب الإمارة من قول مسلم: حدثني زهير بن حرب حدثنا شبابة، فذكر حديث أبي هريرة"إنما الإمام جنة"إلى قوله في حديث ثعلبة"إذا رميت بسهمك"، حدثنا محمد بن مهران الرازي، حدثنا أبو عبد الله حماد ابن خالد الخياط، فانجفل الناس إليه فحدث به مرارا وسمعه عليه خلائق.
وكان قاضي القضاة علاء الدين المغلي يحبه كثيرا ويجله ويعتقد فيه الصلاح، حتى شكا إليه أن بعض الأحداث اختلس له مالا عظيما، فمقته ابن المغلي وقل اعتقاده فيه، وقال: كنت أظنه فقيرا. ثم نزل به الحال جدا حتى بنى السلطان الأشرف برسباي مدرسته التي بالحريريين من القاهرة، تكلم له في تدريس الحنابلة بها فأعطيه فاستعان به كثيرا. وكان قد قل بصره حتى كاد يضر، ومع ذلك فلم يعط الاشتغال، يطالع الخط الثخين، ويستعين بمن يقرأ له غيره، ثم تراجع له بعض بصره. وهو إنسان متواضع فضيلته حسنة، وذهنه جيد. أخبرني أنه ابتدأ تصانيف، أعانه الله على إتمامها.
[ومات بالقاهرة ليلة الأربعاء ثامن عشر صفر سنة ست وأربعين وثمانمائة](١)
(١) ما بين الحاصرتين إضافة من المعجم الصغير، ص ١٤٨. وانظر أيضا: الضوء اللامع ٤/ ١٣٧.