للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

جوجر (١) فأولد بها ولده جمال الدين عبد الله. واشتغل [بالفقه] (٢) والقراءات، فتلا بالسبع على الشيخ محمد المرشدى ولىّ الله، واستمر بجوجر إلى أن ولد زين الدين عبد اللطيف بها في سنة خمس وثمانين وسبعمائة (٣) فيما رآه بخط أبيه، وقرأ بها القرآن برواية أبى عمرو على الفقيه شعيب. وحفظ التفسير وألفية ابن مالك، والمنهاج للبيضاوى، والمفصل للزمخشري، وملحة الإعراب والجمل للزجاجى، والمقامات للحريرى، والبردة، والشقراطسية، وشرح البردة لابن الخشاب، وشرح الشقراطسية لشخص أندلسي، وعرض بعضها على جماعة منهم السراج البلقيني، وأخذ الفقه والنحو على البدر النابتي في جوجر-وكان متمكنا بالعلم معظما عند السراج البلقيني جدا- وعلى الشيخ زين الدين عبد اللطيف بن محمد الكرميني قاضي المحلة، والمجد البرماوي، والفقه وحده على البرهان البيجوري. وأخذ النحو عن [البدر النابتى] (٤)، وأخذ الأصول عن المجد البرماوي، وبحث المقامات على الشيخ شمس الدين الحبتى الحنبلي شيخ الخروبية.

وانتقل إلى القاهرة سنة ثلاث وعشرين، واستمر مقيما بها إلى أن [لبس] (٥). وأنشدني من لفظه لنفسه: [الوافر]:

ولما إن بدا برهان شيخي … وقد وضح الدليل بلا نزاع

تمثل كعبة تجلى لفكري … وكم شرفت بقاع بالبقاعي

وأنشدني أيضا يمدح شيخنا: [الكامل]:

ولما إن بدا برهان شيخي … وقد وضح الدليل بلا نزاع

تمثل كعبة تجلى لفكري … وكم شرفت بقاع بالبقاعي

قاضي القضاة زكى بك الإيمان … وتتوجت بزمانك الأزمان

يا من يقصّر عن بلوغ مديحه … كنه البليغ لو أنّه سحبان (٦)


(١) جوجر: بجيمين مفتوحتين وراء، بليدة بمصر من جهة دمياط في كورة السمنودية. انظر: معجم البلدان ٢/ ١٧٨؛ القاموس الجغرافي ق ٢ ج ٢/ ٨٦.
(٢) بالأصل، والسليمانية: بالله. والمثبت من الضوء اللامع ٤/ ٣٣٦.
(٣) ذكر في الضوء اللامع ٤/ ٣٣٧، أنه: مات قريب الأربعين تقريبا.
(٤) ساقط من الأصل، والسليمانية. والمثبت من الضوء اللامع ٤/ ٣٣٧.
(٥) في الأصل، والسليمانية: لبسه. ولعل المثبت هو الأصح.
(٦) يقصد به سحبان بن وائل أحد المشهورين بالبلاغة والخطابة عند العرب.

<<  <  ج: ص:  >  >>