أهلا لطلعة طيفه من زائر … وافى إلى مواصلا من هاجر
وافى يجدد أنس وصل حاضر … جميل وصل لم يكن في الخاطر
فأنالني كل المنى بزيادة … كانت مخالسة كخطفة طائر
فلو استطعت إذا حلفت على الدجى … لتطول ليلتا سواد الناظر
مالي وللسمر الدقاق تركنني … بقديم صبوتها حديث السامر
من كل مائسة بليت بقومها … وقوامها وحرمت أجر الصابر
أسفي بذات الحال ليس بمنقض … هو أول ما إن له من آخر
لولا الأسى للثمت وردة خدها … سحرا على كأس العتاب الدائر
سلطان مقلتها أباح جوانحي … عدوان عاملها وجور الناظر
سمعا لما شاء الجمال وطاعة … مني لأحكام الغرام الجائر
يا عاذلي وأخو الصبابة ربما … يشكو إلى غير الصديق العاذر
إن كنت تسعدني فدرها قهوة … حمراء صافية تسر الناظر
فلعلها تشفى همومي والأسى … لما يحل سرورها في خاطري
تجلى ينقطها المزاح بلؤلؤ ال … حبب النضيد كلؤلؤ متناثر
فكأنها في صفوها أخلاق من … شمل البسيط عدله المتوافر
سلطان مكة والحطيم ومن له … بالمصطفى الشرف الزكي الطاهر
كذا:
ملك تفرد بالمكارم فاغتدى … ببضائع المعروف أعظم تاجر
ثبتت أحاديث الندى من كفه … بدلائل من جوده المتواتر
وأعاد بالإنعام منه عامرا … ما كان من رسم السماحة داثر
أبدي بهين المال صونا للعلى … فيروح مرتديا بعرض وافر
أسد يصول بمخلب من سيفه … ويسير في أجم القنا المتشاجر
انظر لتعجب من سبوع دلاصه … طفح الغدير على الخضم الزاخر
والشان فيه وفي بدادي طرفه … جبل تحف به جناحا طائر