عنّك أتحدث وأحكى … وأنت في الطين شبه ميّت
وعليك الناس تساءل … فطلع بالحق منك
كل من لو ذا الفضائل
وبقيت في البرد والريح … والخلائق ينظرونى
ورأيت في الأرض نبات … جت من أجلك يحرسونى
وحملتك فوق راسي … عند إدراكك خدونى
قطعوا وسطى لأجلك … بسكاكين المناجل
وبقيت مربوط ومحمول … حتى جيت للجرن عاجل
نفشونى بالهواجل … والنوارج كسرونى
وأقامونى في أجوال … بعد ما قد طيبونى
وأنت ناسى بالمدارى … حتى منك أفصلونى
فرأيتك رحت طيب … حرثوك في أعلى المنازل
وأنا بعضي راح إلى النار … والبقية في الطوائل
قلت للقمح استمعنى … كان سبب هذا تصدق
لمّا درونى ودروك … كنت ثابت حق
وأنت طعت الريح بجهلك … وال من طاع الهوى أحرق
ورموك في أنجس مواضع … في المرابد والمزابل
وكذا من طاوع الريح … للجحيم مثلك نقاتل
ونصلى يا جماعة … على من لو الضب سلم
والحصا سبّح في كفّه … والبعير جا لو تكلم
وانقسم لو البدر نصّين … وابن مالك جاله واسلم
وبجير أشاع بذكره … في المحاضر والمحافل
و [أبو] (١) جهل انهدم راح … في الجيوشات والجحافل
وأنا على الدميري … غصت في بحر الفكر
حتى نظمت الجواهر … واليواقيت والدرر
وأنت يا معنى غنى … للدميري في مصر
بكى الغيم ضحك الروض … فرأيت في ذا دلائل
والعجب أسقاه دموعو … فضحك من دمع سائل
(١) في الأصل والسليمانية: أبت. والصواب ما أثبتناه.