واستبشر الإسلام فيه بحاكم … خفت بوطأة عزمه أثقاله
وتواردت بعلومه أخباره … إذ صححت طرق الحديث رجاله
قد كان يأمل أن يراك مصرفا … بالحكم فيه فلم تخب آماله
للّه درك حاكما إملاؤه … للعلم لا يطرأ عليه ملاله
زان المعاني والبيان بمنطق … يغنيه عن إكثاره إقلاله
غذاه ثدي الجود طفلا فاغتدى … وعلى المكارم حمله وفصاله
ويكنه القلم الذي تعنو له … وهو القصير من الوسيح طواله
أوصى له السيف الصقيل ببابه … وبه العدو تقطعت أوصاله
فمجاجه عسل لطالب نفعه … لا ما جناه من القنا عساله
يسطو به في الجود منجز وعده … لكن يطول على الوعيد مطاله
قاض تروق على الطروس سطوره … حتى يساجل روضه أسجاله
يا حاكما عمّ الأنام ببره … حتى كأن العالمين عياله
بك قد غدا مصر المبارك آمنا … من بعد ما كثرت به أوجاله
قال: وهي طويلة جدّا.
[و] من نظمه يرثى شيخ الإسلام السراج البلقيني:
لم يبق بعدك للباكين أجفان … ولم يكن لي بعد اليوم أعوان
يا ذاهبا أوحش الدنيا بفرقته … وقر عينا بما لاقاه رضوان
جل المصاب وغيض الدمع فابك دما … لكل شأن على قدر الأسى شان
مضى الذي كان صوّام الهجير تقى … قوّام جنح الدجى والليل وسنان
حبر الأنام سراج الدين سيدنا … بحر العلوم به للدين أركان
طفى السراج فوا حزني ووا أسفى … بطفئه أطلقت في القلب نيران
واستبدل الخلد من دار الفناء له … فيها ملائكة الرحمن إخوان
قد حل في قبره منه بمقدمة … علم وحلم وإحسان وإيمان
واشتد حزن بنى الدنيا عليه وقد … سرّت بمقدمه حور وولدان
لم تنطو للعلا كتب ولا نشرت … إلا وفيها له ذكر وعنوان
وإن أتى مشكل في العلم أو شبهه … نبه لها عمرا يأتيك برهان