للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالتركمانى الزمام (١) والخازندار، وفى معتقه أقوال: ادعى هو أنه عتيق الأمير يشبك (٢) الجكمى الأمير آخور الكبير، لكن المشهور أنه عتيق أخت يشبك المذكور زوجة الأمير آقبغا (٣) التركمانى، ولذلك عرف بالتركمانى، ثم قاسى الدهر ألوانا حتى اتصل بخدمة بيت السلطان، وانتقل حتى صار شاد الحوش السلطانى من قلعة الجبل، ثم نقل إلى وظيفة الزمامية والخازندارية عوضا عن لؤلؤ (٤) الأشرفى على مال بذله فى ذلك واستقرّ وعظم وضخم، ودام على ذلك إلى أن مات بعد تمرّضه أشهرا فى ليلة الجمعة المصبحة عن مستهل جمادى الأولى من هذه السنة.

وكانت له جنازة حافلة، وحضر السلطان - نصره الله - الصلاة عليه بمصلى المؤمنى ودفن بالصحراء، كل ذلك قبل صلاة الجمعة، وقد ناهز الستين من العمر، وكان إلى الطول أقرب من القصر، وكان قد دهمته السعادة فإنه ليس له أصل ببيت السلطان، وكان كثير الجوارى والنسوان ويشتريهن (٥) فيصرن فى بيته هيئة الزوجات. وقال الجمالى يوسف بن تغرى بردى: «ولم يكن فيه فضيلة فتذكر، ولا أصل ببيت السلطان فتعرف أحواله، ولكنه من صغار الخدام فنالته السعادة بهاتين الوظيفتين إلى أن مات، وما أظنه خلّف كثير مال، وإنما خلّف البستان الذى أنشأه بقرية دموه (٦) من أعمال الجيزية، وكان يحب المنادمة والبسط والمدام». عفا الله عنه.


(١) الزمام كما عرفه Dozy:op.cit I ،٦٠١ فى الأصل وظيفة المشرف على الخيالة، أما صاحب الزمام فهو المشرف على دار انصرف، ثم تطورت الوظيفة وتعددت صورها فهناك زمام الدار والآدر وهو الطواشى المسئول عن الحريم.
(٢) السخاوى: الضوء اللامع ١٠/ ١٠٨٤.
(٣) انظر ابن حجر: إنباء الغمر بأنباء العمر، وفيات سنة ٨٤٣ هـ.
(٤) السخاوى: الضوء اللامع ٦/ ٨٠٨.
(٥) فى الأصل «ويشتريهم فيصير فى بيته».
(٦) صحح هذا اللفظ بناء على ما جاء فى الضوء اللامع ٣/ ٣٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>