هذه الترجمة فى إمرة سلاح ويتنقل من دونه إلى الأتابكية خمسة أنفار، والحق له وهو لا ينطق ببنت شفة لعدم شره.
وأول من تقدم عليه للأتابكية من إمرة مجلس قائم المذكور من صفر خجا المؤيدى فوليها بعد نفى جرباش كرد المحمدى إلى دمياط، ثم لما مات قائم فجأة وليها الأمير يلباى لإينالى المؤيدى من الأمير آخورية الكبرى دفعة واحدة، ثم لما تسلطن يلباى المذكور استقر تمربغا أمير مجلس أتابكيا، وكان قرقماس المذكور مسافرا ببلاد الصعيد، ثم قبض عليه يلباى فى سلطنته وسجنه بالاسكندرية فاستمر بها إلى أن أطلقه الملك الظاهر تمربغا، فلما وقع لتمريغا ما وقع وتسلطن الملك الأشرف أبو النصر قايتباى - عز نصره - طلبه من دمياط وأنعم عليه بإمره مائة وتقدمة ألف، ثم جعله أمير مجلس - درجة إلى أسفل - هذا وقد صار جانبك قلقسيز الأشرفى برسباى أتابك العساكر عوضا عن الملك الأشرف قايتباى، فجلس قرقماس تحته ولم يتكلم بكلمة واحدة، فلما تجرد جانبك قلقسيز لشاه سوار وقبض عليه وقرر الأمير أزبك من ططخ الظاهرى أتابكا عوضه [استمر] صاحب الترجمة باقيا على إمرة مجلس.
وأزبك هذا هو السادس ممن تخطى قرقماس إلى الأتابكية. كل هذا وهو قانع بما هو فيه إلى أن عينه الملك - عز نصره - لتجريده شاه سوار فاستعفى من ذلك فلم يعف، وسافر فقتل هناك ﵀، ولم يجدوا له رمّة.
وكان صاحب هذه الترجمة ملكا عظيما جليلا عادلا ساكنا حسما وقورا الشر بالكلية: حافظا لما يسمع، كثير الحياء، خائفا من الله، ولولا خوف الإطالة فى ترجمته لأوردت فى ترجمته أشياء من محاسنه وأدبه. ﵀.
٣٦ - قائم (١) بن عبد الله الأمير سيف الدين الظاهرى المعروف بقائم
(١) أمام هذه الترجمة فى هامش المخطوطة وردت العبارة التالية «قائم المذكور عتيق الأشرف برسباى».