للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولما تسلطن ضعف أمره عن تدبير المملكة وظهر عليه ذلك، وركبه المنصب العظيم وصار ليس له فى السلطنة إلا الاسم وكل من سأله فى شئ قال:

«قل له»، ويعنى [بذلك] الأمير خير بك الدوادار، إلى أن كانت الفتنة التى قدمناها فى الحوادث بين الأمير يشبك (١) من سلمان شاه الفقيه المؤيدى وجماعته وبين الأجلاب الخشقدمية وغيرهم، وانكسر يشبك المذكور وحزبه، وخلع صاحب الترجمة من السلطنة بالأتابك تمربغا فى يوم السبت سابع جمادى الأولى سنة اثنتين وسبعين وثمانى مائة، فكانت مدة سلطنته بمصر ستة وخمسين يوما ليس له فيها إلا مجرد الاسم لا غير، ولم نعلم فيها مضى أحدا من أكابر الترك فى هذا السن ممن مسه الرق أقام أقل مدة منه، وقال الجمال يوسف بن تغرى بردى المؤرخ عنه فى تاريخه: «وفى الجملة أنه كان غير أهل للسلطنة لعدم أهليته، فإنه كان مهملا نحيلا، وترقى إلى الرتب السنية بواسطة سعده الذى كان يخدمه ويوافيه إلى يوم سلطنته، فزال سعده كأنه لم يكن وصار أمره فى إدبار وخلع، وحبس بالبرج بثغر الإسكندرية إلى أن توفى بعد أن قاسى شدائد فى خلعه وحبسه، ولم نر سلطانا وصل إلى سنه وخلع مثله من بهدلة ومقت وازدراء من الناس، وضاع جميع ما حصله فى عهده من الأموال، ومن يوم حبس إلى يوم مات لم يذكره أحد وكأنه لم يكن شيئا مذكورا». وكانت وفاته فى ليلة الاثنين مستهل شهر ربيع الأول بمحبسه بثغر الإسكندرية بعلة الطاعون شهيدا، وقد جاوز السبعين. عفا الله عنه.

٢٦ - يحيى بن المرحوم الكفيلى جانم بن عبد الله (٢) نائب دمشق وهو


(١) هو الأمير يشبك من سلمان شاه، انظر الضوء ١٠/ ١٠٧٦
(٢) ويعرف بالأشرفى برسباى، انظر الضوء ١٠/ ٩٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>