للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جمعا وصار ممتنعا من مقابلة عظيم الدنيا الدوادار الكبير، فأرسل السلطان إلى قانصوه الجمالى الكاشف بالقبض عليه فعمل عليه الحيلة حتى قبض عليه، ومع ذلك وقع بينهما قتال، وقتل من كل منهما جماعة. هذا ما بلغنى والله أعلم.

[شهر ذى الحجة المبارك]

أهلّ بيوم (١) الثلاثاء بالرؤية لأن ذى القعدة جاء ناقصا.

فيه صعد قضاة القضاة لتهنئة السلطان بالشهر وكان يلعب الكرة فانتظروه حتى فرع منها، وكان هذا ختمها يعنى من اللعب، ودخلوا إليه بالحوش السلطانى وكان قاضى القضاة عز الدين الحنبلى صعد لتهنئته وله مدة متضعف، فجلس فى وسط الحوش على الأرض والسلطان ينظر إليه ثم لما جلسوا قالوا للحنبلى:

«سلامتك، لأى شئ استعجلت؟»، وأمثال ذلك.

وفيه خلع على الأمير بقر عوضا عن عيسى المقدم ذكره، وتسلّم عيسى بعد الضرب الذى تقدم ذكره بين يدى السلطان.

يوم الخميس ثالثه قتل شخص رومى شاب أمرد بلا لحية بالصحراء بجوار سيدى الشيخ المقانعى، وكان له رفيقان من بلاده فوجداه مذبوحا ولا يعلم له قاتل، هذا بعد أن وجدوا فيه عدة ضربات بالسكاكين. والأمر إلى الله تعالى.

يوم الأحد سادسه ضرب شخص - من الذين هم فى سجن المقشرة ويسألون فى الحديد صحبة الجندار - نفسه بسكين، فخرجت (٢) مصارينه فى وسط السوق فمات، وسبب ذلك أن هذا الذى قتل نفسه [كان] عليه مقرّر فى كل يوم


(١) يطابق هذا ما ورد فى التوفيقات الإلهامية ص ٤٣٨، ويعادل هذا التاريخ يوم ٢١ مايو ١٤٧٠ م.
(٢) فى الأصل «فخرجوا».

<<  <  ج: ص:  >  >>