للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للسجان ثلاثة أنصاف، وللذى معه قدر آخر فإن (١) لم ينهض فيعاقب عقوبة شديدة ويجعلون رجليه فى الخشب، وطال ذلك عليه فقتل نفسه، وحسابه على الله.

وفيه توجه المقر الأشرف العالى السيفى تمر حاجب الحجاب إلى الشرقية لأجل ردع العربان المفسدين الذين ملأ وا البلاد والعباد فسادا من نهب وعرى وقتل، وهم سعد ووائل، وأحرموا الطير يطير. فبلغ خبرهم السلطان فرسم. للأمير المذكور بالتوجه لردعهم وتطمين البلاد وكتب مراسيم شريفة للكشاف بالتوجه فى خدمته وكذلك لمشايخ العربان حتى نائب غزة وعدة من المماليك، وخرج فى هوتك عظيم وموكب جسيم.

وفى هذه الأيام سافر قانصوه الأحمدى المشهور بالخسيف - أحد مقدمى الألوف - إلى بلاده كأنه هرب من تفرقة الأضحية، وفرّق السلطان - نصره الله - الأضحية على المماليك السلطانية وغيرهم فجزاه الله خيرا دنيا وأحرى بمحمد وآله وصحبه.

عيد الأضحى فى عاشر ذى الحجة، خلع فيه على قاضى القضاة ولى الدين أحمد الأسيوطى الشافعى كونه خطب بالسلطان على العادة، وخلع على المقر التاجى ابن المقسى ناظر الخواص كونه سد الأضحية ومن له عادة، وشكر الناس ودعوا للسلطان بسبب تفرقته فى هذه السنة الأضحية على الغنى والفقير.

يوم السبت ثالث عشره ركب السلطان من قلعة الجبل بعد أن ذبح وأكل وسيّر وتوجه لبيت المقر الأشرف الكريم العالى الأتابكى السيفى أزبك من ططخ فلم يجده، ومرّ من الوراقين وشقّ البلد وصعد إلى القلعة وهو فى نحو خمسين مملوكا: أمامه عشرة والباقون خلفه.


(١) فى الأصل «فلم».

<<  <  ج: ص:  >  >>