للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفى العشرين منه وصل عدة سعاة من عظيم الدنيا يشبك من مهدى الدوادار الكبير حفظه الله وصحبتهم كتب للسلطان - نصره الله - ولجماعته وبيته، واتضح الخبر على أن الأمير الدوادار - بلّغه الله مأموله - يضحى بمدينة حماة، وغير ذلك أن المبشرين (١) وصلوا فى رابع عشريه وأخبروا أن الوقفة الخميس مخالفة لهذه البلدة فإنها كانت الأربعاء، وأخبروا عن الحاج بالخير والسلامة.

*** واتفق أن القاضى برهان الدين ابن ظهيرة الشافعى قاضى مكة وعالمها لما بلغه العزل على لسان أمير الحاج يشبك الجمالى جمع أهل مكة: تجارها وأوساطها وفضلاءها وعلماءها وقال لهم: «هل أخذت من أحد منكم رشوة؟ قبلت له هدية؟ ظلمته مظلمة؟ فعلت معه شيئا ونسيته؟ ذكرونى به» فأجابوه بالثناء عليه ومدح صفاته وأوصافه وعفته وصيانته وديانته وأمانته سيما فى مال الأيتام، ثم أحضر ما كان تحت يده من أموال الأيتام - وجملة (٢) ذلك عشرون ألف دينار - وقال لأمير الحاج المذكور: «هذا المال لزيد ولعمرو، ولى سنين أتجر فيه مع أقوام حتى سلم للأيتام بحمد الله وأوزن زكاته لمستحقها، وها هو خلص من ذمتى وبقى فى ذمتك». فامتنع أمير الحاج حتى يشاور السلطان؛ وكان حاضرا هذا المجلس القضاة الذين تولوا، فبرز المالكى المتولى وتكلم مع القاضى برهان الدين المفصول كلاما كثيرا. وآخر الأمر انفصلوا ولم يسلّمهم المال.


(١) فى الأصل «المباشرين».
(٢) الوارد فى الضوء اللامع ج ١ ص ٩٤ س ٢٣ «نحو ستة عدو ألف دينار ذهبا».

<<  <  ج: ص:  >  >>