للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وما يملكه فصار فقيرا لا يملك شيئا، فانتمى إلى علاء (١) الدين بن الفيسى ونزل بساحته وكان إذ ذاك فى ثروة ووظائف فصار يطعمه ويسقيه ثم توجه منه إلى المهتار على فطيس فى دولة الملك الأشرف إينال فصار قائما بأموره كلها، فقدر الله أن أستاذه المذكور استقر فى نيابة حلب فتوجه فى خدمته ورضى عليه وصار هو [صاحب] الحل والعقد عنده، فحصل الأموال واقتنى من كل شئ أحسنه: من القماش والجوارى والنساء والخيول والمماليك والعبيد، وصار له ثروة هائلة، وعظم وضخم عنده بواسطة أنه اطلع على سمّ دسّوه عليه فعرفه به فعرفها (٢) له وصار لا يسمع فيه كلاما وألقى إليه مقاليده وأموره بأسرها فصار فى أوج العظمة، وصار الظاهر خشقدم يريد عزله والقبض عليه وإدخال شئ من المآكل أو المشارب مشغولا عليه فلا يصل إلى ذلك بواسطة دواداره المذكور، فنتج أمره عنده واستقام حاله، وخلّف على ما قبل ما يوازى تركة أستاذه.

ووصل سيف صاحب الترجمة فى يوم الخميس سابع عشرى شهر الله المحرم سنة تاريخه أى خمس وسبعين وثمانى مائة على يد الحاجب الثانى بها أو غيره، وأخبروا بوفاته فى الحادى عشر من تاريخه ودفن من الغد، سامحه الله.

[٥ - بردبك بن عبد الله الأمير سيف الدين الظاهرى جقمق المشهور بالمشطوب، رأس نوبة الثانى]

. كان شيخا طوالا لا يعرف بالعربية إلا قليلا وهو على حالة الجراكسة، وصلّى عليه السلطان الملك الأشرف أبو النصر قايتباى


(١) راجع وظائفه التى وليها فى فهرست أعلام ابن إياس، هذا وقد ضبطه الضوء اللامع ٥/ ٦٥٦ بفتح الفاء وسكون الياء، ونسب ذلك إلى أن والده كان ابن أخت زوجة كشبغا الفيسى.
(٢) أى حمدها له وكانت له عليه معروفا.

<<  <  ج: ص:  >  >>