للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ألفى درهم كل سنة. وكان كثير التردد لبيوت الأكابر فيعظمونه (١) ويكرمونه ويقضون حوائجه ويتفقدونه، كل ذلك وهو راكب حمارا قصيرا جدا يشبه حمار القراد و [معه] عبد كثير؟؟؟ جدا، وعيشته زرية إلى الغاية وملبسه أيضا كذلك، ولم يخلف وارثا، غير أنهم ذكروا أن له أولاد أخ بحلب وزوجته هنا. ووجد له من المال تسعمائة دينار فضة وذهبا، وقيل سبعمائة خالصة للوزير غير ما وصل لمباشريه وأرباب المواريث الحشرية، وخرجت وظائفه لعدة من الطلبة المجتهدين فى السعى، المباشرين حضور بيوت الأكابر مثل المقر الأشرف الكريم الزينى ابن مزهر والأمير الدوادار الكبير، ودفن بتربة الصوفية.

والله تعالى يعفو عنا وعنه بمنه وكرمه.

٢ - إبراهيم بن فخر الدين عثمان المشهور بالرقى، عين أعيان موقعى (٢) الدست بديوان الإنشاء الشريف

، وكان فاضلا فى صناعته وزهرا فى ملبسه ومركبه وداره ومأكله ومشربه، بشوشا متواضعا، و [كان] والده رئيسا حشما زهرا نورا تاجرا بسوق (٣) الوارقين يبيع المسك والطيب والماورد والصينى (٤) وأمثال ذلك، وصار له بولده سمعة وحرمة، وكان ولده قد ضخم وصار له المرتبات والجوامك والعليق واللحم والكسوة، ورشح لنيابة كتابة السر، لكن منعه من ذلك صمم اعتراه، إلا أنه صاحب قلم ولسان، وكان الصمم المذكور سببا فى تأخره، ومات بطريق الحجاز فى هذه السنة، وأسف


(١) فى الأصل «فيعظموه … ويكرموه .... ويقضوه حوايجه ويتفقدوه».
(٢) فى الأصل «موقعين».
(٣) هو المعروف بسوق الكتبيين ويقع فيما بين الصاغة والمدرسة الصالحية بالقاهرة، وقد أحدث بعد سنة ٧٠٠ هـ، وهو جار فى أوقاف المارستان المنصورى، انظر المقريزى:
الخطط ٢/ ١٠١.
(٤) لعلها «الدارصينى» وهى القرفة.

<<  <  ج: ص:  >  >>