للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسجن السلطان شخصا من مماليكه بعد ضربه بالبرج، وسبب ذلك أنه أساء على الوالى ولكمه، وغضب السلطان - فى يوم تاريخه - الذى (١) هو التاسع والعشرون من تاريخه، وطلبه من بيت ابن غريب الأستادار فجهزوا به مكتّفا ماشيا، ومباشرو (٢) الدولة كبارهم مجنزرين فى الحديد، والحال أنهم فى أمر مهول وخطب جسيم، وقرروا عليه ثمانية عشر ألف دينار، فقال: «ما معى إلا روحى». فلما طلبه على هذه الهيئة توجه لبيت سيدنا وسندنا ومولانا زهرة الوجود وعمدة المسلمين ورئيس الدنيا المقر الأشرف الأعظم ابن مزهر كاتب السر الشريف حفظه الله على المسلمين، فركب ابن مزهر وتوجه إلى عظيم الدنيا الدوادار الكبير دامت سعادته، وأطلقه من الحديد، وانفصل الأمر على محاسبته قاسما المذكور فحاسبه موسى بن غريب فأثبت من جهته خمسين ألف دينار، وصار ابن غريب المذكور يباشر الأستادارية والوزارة عوضا عن قاسم.

[شهر ربيع الآخر]

أهلّ يوم الخميس ويوافقه من أيام الشهور القبطية آخر توت (٣)، لأن شهر ربيع الأول جاء ناقصا.

فيه صعد قضاة القضاة ومشايخ الإسلام لتهنئة السلطان بالشهر وكنت صحبة قاضى الحنفية، فتكلم السلطان - نصره الله - مع القاضى كاتب السر - حفظه الله - بسبب محراب جامع طولون أنه بلغه أنه منحرف، فأجابه أن قاضى


(١) فى الأصل «على الذى التاسع والعشرون من تاريخه».
(٢) فى الأصل «مباشرون».
(٣) فى الأصل «بابه» والتصحيح بعد مراجعة التوفيقات الإلهامية، ص ٤٣٨ وهو يوافق ٢٧ سبتمبر ١٤٧٠ م.

<<  <  ج: ص:  >  >>