للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فى مدرسة والده شيخ الإسلام عمر البلقينى الشافعى، ويجلس على كرسى بين يديه وهو يقرأ فيأخذ عنه قاضى القضاة المذكور ويبرهن على قوله فى مجلس ميعاده الحافل، وكان بيننا وبينه صحبة من مجلس شيخنا شيخ مشايخ الإسلام خادم السنة والأثر الشهير بنسبه الكريم بابن حجر، تغمده الله برحمته. وصلى عليه يالجامع الأزهر، وحضر القاضى الشافعى جنازته وصلى عليه إماما وكانت حافلة، وخلّف أخا رجلا كبيرا شاهدا دينا يجلس فى حوانيت الشهود ويتكسب منها؛ وكان يحفظ أربعة عشر كتابا، ورافق شيخنا شيخ الإسلام ابن حجر فى السماع، ولم يخلف بعده مثله رحمه الله تعالى.

[١٠ - على بن محمد، الشيخ نور الدين بن الشيخ شمس الدين البرقى الحنفى ناب فى القضاء عن شيخنا الشيخ بدر الدين محمود قاضى القضاة العينى الحنفى]

، واستمر فى الأحكام ينوب عن قضاة. القضاة إلى أيام قاضى القضاة محب الدين ابن الشحنة الحنفى، ونقضت له عدة أحكام، منها (١) الحكم الذى حكمه على بنت قاضى القضاة علم الدين صالح لما كانت زوجا لابن (٢) الرسام وطلقها وأخذ ولدها منها وهو مميز بغير رضاها ورضا الولد وغير ذلك مما يطول الشرح بذكره.

وكان نحيل البدن أصفر اللون، انقطع فى بيته متعللا مدة من شئ نزل له فى كيسه حتى قتله فى مستهل شهر جمادى الآخرة من هذه السنة، أعنى سنة خمس وسبعين وثمانى مائة، وكان له جنازة حافلة حضرها الأكابر مثل قضاة القضاة وناظر الجيش والمحتسب والعلمى ابن الجيعان وعدة من مشايخ المذهب ونوابهم وصلى عليه بجامع الماردانى ودفن بالقرافة، وخلف ولدين رجالا


(١) فى الأصل «منهم».
(٢) فيما يتعلق بعائلة ابن الرسام انظر السخاوى: الضوء اللامع ج ١١ ص ٢٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>