للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ببركة الفهادة (١)، وأصله خاسكى فى الدولة الأشرفية برسباى، وكذا فى الدولة الظاهرية جقمق، ثم ترقى وصار أمير عشرة، ونقله السلطان الملك الأشرف قايتباى عز نصره إلى إمرة مائة وتقدمة ألف بالديار المصرية وأرسله إلى البحيرة فى السنة الماضية فأقام بها شهورا وحضر متعللا إلى أن قضى نحبه، وخلف بنتين على ما بلغنى، وكان سئ الأخلاق على ما بلغنى، إذا ضرب لا يرحم، وإذا خاصم فجر، وإذا غضب لا يطاق، وفرح بموته كثيرون ولقى عاقبة ما قدمه، وأخذ تقدمته الأمير برسباى قرا (٢) الظاهرى الخازندار، واستقر عوضه فى الخازندارية قجماس أنى (٣) السلطان الذى كان مسافرا بالشام وحضر، وقدّمت خيوله للسلطان وجماله ومماليكه وبرقه وبركه، وهكذا شأن الزمان، وبلغنى أن الأمير الدوادار الكبير - حفظه الله - لما أنزلوا يشبك القبربكى وحزن، ومع ذلك فماثم من يعتبر ولا يحسب حساب الآخرة، فسبحان الحليم.

[شهر جمادى الآخرة]

أهل بيوم الأحد ويوافقه من أيام الشهور القبطية تاسع عشرى هتور.

فيه صعد قضاة القضاة ومشايخ الإسلام لتهنئة السلطان بالشهر ودعوا وانصرفوا ولم يقع كلام غير السلام.

فيه دار المدراء بجنازة الشيخ نور الدين البرقى الحنفى ابن القاضى شمس الدين محمد وكان له مدة يويميات (٤) منقطعا بمنزله من شئ نزل له فى إحدى


(١) وهى من الأخطاط وقد اكتفى المقريزى فى الخطط ٢/ ٣٥ فى تعريفها بقوله «إنها فيما بين الجوانية والمناخ»، انظر نفس المرجع ٢/ ١٣، ٣٤.
(٢) الضوء اللامع ٣/ ٤٠.
(٣) الضوء اللامع ٦/ ٧٠٦.
(٤) دأب المؤلف على استعمال هذا اللفظ إشارة منه لبضعة أيام قلائل.

<<  <  ج: ص:  >  >>