للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خشقدم وتولية بلباى ثم تولية تمر بغا ثم سلطنة الملك الأشرف أبى النصر قايتباى عز نصره، فبادر وحضر وأظهر شكرا عميقا وفضلا جزيلا وسيما وأمرا عظيما لمتملك بلاد الروم، نصره الله وأعز به الدّين. آمين.

وفى هذه الأيام حضر قاصد حسن بك بن على بك بن قرايلك صاحب ديار بكر إلى القاهرة وعلى يده هدية من مرسله لكنها هيّنة كما هى عادة أمراء التركمان، فقبل السلطان هديته وترحب به وأكرمه، وسبب ذلك لما بلغه سلطنة السلطان أظهر السرور والفرح بسلطنة سلطان مصر، وأرسل يترفق له له ويحلف أنه على طاعته وعبوديته وممتثل لأوامره، وأمثال ذلك، والحمد لله مالك الممالك.

[شهر صفر الأغر الميمون المبارك]

أهل بالسبت لأن المحرم جاء تماما.

فيه انتشر الطاعون بالثغر السكندرى وأعماله.

وفى ثانيه الذى هو الأحد ركب السلطان الملك الأشرف أبو النصر قايتباى - عز نصره - من قلعة الجبل وفى خدمته الأمراء (١) والخاصكية بغير قماش الموكب، وتوجه إلى جهة العدوية (٢)، فوجد قد نصب له بها خام عظيم بجوار زاوية الشيخ الرفاعى على شاطئ النيل، ولما قارب السلطان المكان المذكور نزع سلاريه وعباءة فرسه وأطلق لها العنان فسارت به غارة، وصحبته أعيان عسكره حتى وصل إلى المعيصرة فى مشوار واحد، وعاد إلى مخيمه بالعدوية فنزل به ومد له السماط فأكل هو والأمراء، واستمر به إلى بعد الظهر قدم له مدة أخرى من البطيخ والأجبان والمخللات شيئا كثيرا بحيث إنه كفى العسكر


(١) ابن إياس: بدائع الرهور، ٣/ ١٧، ١٨.
(٢) انظر ياقوت المعجم، ٣/ ٦٢٤، ومراصد الاطلاع ٢/ ٩٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>