للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشريف: أن أحدا من القضاة لا يحكم حتى يصعد [١٤٥ ب] إلى السلطان، فلا زال به المقر الأشرف المذكور حفظه الله على المسلمين إلى أن رسم لنقيب الجيش بما تقدم ذكره، وبات قضاة القضاة ونوابهم من كل مذهب بكل شر وسوء، فإن هذا عار عظيم وبهدلة زائدة وكسر قلوب لعباد الله المؤمنين، ومعلوم ما يترتب عليه من قوله : «هدم الكعبة حجرا حجرا أهون عند الله من كسر قلب مؤمن» وما حصل للناس بواسطة عبد البر وصاحبه خير والله المستعان. وكانوا سببا فى قطع أرزاق المسلمين الذين لا يقدرون على إظهار السؤال المستحق غالبهم لتعاطى البر والصلات، والمسئول من وابل فيض دنيا الكريم الخلاق أن يحل هذه العقدة بالإطلاق وأن يستمروا على حالهم ببركة المصطفى المنزل عليه «ق» وشرف وكرم، وكم وقع مثل هذا فى القديم حتى أن بعض السلاطين - وأظنه الظاهر برقوق - رسم بعرض الشهود فضلا عن القضاة وماتم ذلك، وكان فى دولة المؤيد شيخ والأشرف برسباى رسم السلطان لفضلة القضاة بتخفيف نوابهم ثم يتراجع الحال على ما كانوا عليه، واتفق مرة فى دولة الأشرف برسباى - وكان شيخنا شيخ الإسلام ابن حجر إذ ذاك قاضى القضاة - أنه رسم له بعدد مخصوص فصار يجعل لكل جماعة منهم أياما معلومة ليتساووا فى الأحكام، وهذا من غاية الأحكام، فرحمه الله تعالى على عدد الشهور والأيام والأعوام، ونفعنا ببركته وأزال همنا وغمنا، آمين آمين.

[شهر رجب المفرد الأصم]

أهلّ بيوم السبت الموافق له من أيام الشهور القبطية سادس عشر كيهك لأن جمادى الآخر جاء تماما، وحصل فى أمسه مطر عظيم وغيم مطبق.

فيه صعد قضاة القضاة الثلاثة - وهم القاضى ولى الدين الأسيوطى الشافعى

<<  <  ج: ص:  >  >>