للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والقاضى محب الدين ابن الشحنة الحنفى والقاضى سراج الدين عمر بن حريز المالكى ونوابهم - وكنت فيهم - فإن القاضى عز الدين أحمد العسقلانى من حين وفاته من حادى عشر جمادى الأول سنة تاريخه والمنصب شاغر - إلى القلعة ليهنوا [١٤٦ ا] السلطان بالشهر على العادة، وجلسوا ينتظرون السلطان بالجامع هم ونوابهم ليعرضوهم عليه حسبما برز المرسوم الشريف وكان السلطان فى الحكم بالاصطبل وهو مبدء حكمه به، واتفق أن القاضى فتح الدين السوهاجى رتب امرأة كانت عنده فى مخاصمة أن تقف للسلطان وتسأله أن تكون دعواها عنده، فلما ذكرت ذلك له لم يتمالك نفسه من الغضب على المذكور وصار يعدد له مساوئ، وطلبه فأخبر أنه هو وقضاة القضاة ونوابهم بالقلعة يحضرون بين يدى السلطان، فلما فرع من الحكومات وصعد إلى الحوش طلب قضاة القضاة ونوابهم فدخلوا وكاتبه معهم، فأول ما عرض نواب، الشافعية وهو جالس على الدكة بل المسطبة التى استجدها آخر الحوش، ووقف بين يديه المقر الأشرف الكريم العالى الزينى رئيس الدنيا ابن مزهر الأنصارى كاتب السر الشريف حفظه الله على المسلمين، والمقر الأشرف الكريم العالى السيفى تنبك قرا الإينالى الدوادار الثانى عظم الله شأنه، وكان الشيخ أمين الدين الأقصرائى الحنفى وجماعته سبقوا القضاة فهنوا وانصرفوا، ثم تبعهم الشيخ سراج الدين العبادى الشافعى، وكان المذكور لما جلس مع قضاة القضاة فى الجامع بالقلعة ونوابهم ورآى ماهم فيه من الاضطراب والوجل بسبب عرض نوابهم قال لهم: «ليش ترضوا لأنفسكم؟» أو ما معناه فقال له القاضى الحنفى: «نحن الآن إذا تكلمنا بسببهم ننسب إلى مساعدتهم، لكن أنت لست بصاحب وظيفة، وأنت شيخ الشافعية وإذا تكلمت ما تنسب لشئ» فلما سبقهم وسلم على السلطان قال له: «أريد أن أتكلم بكلام على نوع الفضول، إن رسم السلطان

<<  <  ج: ص:  >  >>