العالى الزينى ابن مزهر الأنصارى كاتب السر حفظه الله ولم يحضر السلطان ولا الأمراء ولا غالب العلماء والفقهاء دفنه.
أما السلطان فإنه نصره الله كان ركب [١٨٣ ا] من القلعة يوم الأحد ثانى عشره صبيحة اليوم المذكور وعدى من بولاق إلى أوسيم لضيافة الأمير خشقدم العثمانى الساقى وليكشف على هجنه وجماله وبلاده، وأما بقية الأمراء والعلماء فإنهم لم يعلموا بدفنه فإنهم دفنوه من غير مدبر.
وخلف أخا من أهل العلم غير الشيخ زين الدين بدمشق ووالدة وزوجة وجوارى بيضا ودنيا عريضة من كتب ووظائف وضياع وأملاك أخذها أخوه زين الدين عبد الرحمن من السلطان بعد أن عدى لخدمته ثانى يوم دفنه الذى هو الرابع عشر، وتأسف عليه السلطان ورئيس الدنيا ابن مزهر الأنصارى كاتب السر الشريف حفظه الله، وصنع له أعزه الله فى أول جمعته قراءة وغير ذلك من أنواع البر، وكان أخوه قد سافر فتقبل الله منه وجعله كنز الأحياء والأموات.
[٧ - محمد بن صالح الشيخ صالح المجذوب المعتقد المشهور بالأزهرى لكثرة إقامته بجامع الأزهر ومخالطته بأهله من الفقراء والطلبة]
، وكان مع جذبته يصلى ويتعبد ويلازم الحضور لجامع سيدى محمد (١) الغمرى وجامع الزاهد وغيرهما سيما لما يكون سيدى أبو العباس ولد الغمرى مقيما به، ويطلب من الأكابر الذهب والفضة فيبادرون بها له، وله أولاد وحفدة وخدمة يحصل لهم بواسطته من الناس الحطام. وكان له مكاشفات وكلمات خوارق، ووقع لصاحبنا الحافظ الشيخ شمس الدين السخاوى معه قضية بحضورى فكانت
(١) هو محمد بن عمر بن أحمد الغمرى المولود سنة ٧٨٦ بمنية غمر وكان يتقوت بقشر الفول والبطيخ ونحو ذلك وقد لازم التجرد والعبادة، وقد بنى جامعه بطرف سوق أمير الجيوش بالقاهرة بالقرب من خوخة المنازل، راجع ابن حجر: انباء الغمر، وفيات سنة ٨٤٩، السخاوى: الضوء اللامع ٨/ ٦٤١، وابن العماد: شذرات الذهب ٧/ ٢٦٥.