وقيل إن ابن الزيتونى هجا داودا المالكى الذى استقر مستوفيا على بنى الجيعان بمدرسة سعيد السعداء وغيرها، ومدح العلمى ابن الجيعان وأولاده.
ولما تكلم داود فى المدرسة المذكورة ترك له بنو الجيعان المباشرة. فانظر إلى هذا العجب العجاب: هذا العالم ولد العالم ابن العالم ابن العالم إلى ما لا مزيد عليه ما تصل له عادته، وهذا السفيه الوضيع يخلع عليه! وأذكر فى هذا اليوم قول من قال وأجاد فى المقال:«وحظى مين يقودوا ويتمسخر!!».
ثم إن الخندة المتعلقة بالزينى عبد البر بن الشحنة وصلت إليه بعد ذلك بسفارة عظيم الدولة ورئيسها المقر الأشرف الكريم العالى الزينى ابن مزهر حفظه الله على المسلمين فلبسها وتوجه إليه وقبل يده، واعتذروا عن إرسالها بواسطة أشياء، منهم من يقول: السلطان لما عرضت عليه لم يرسم له بها، ومنهم من قال غير ذلك، والأمر لله المالك.
[وفى] ليلة الثلاثين من شهر رمضان المعظم قدره وحرمته توجه قضاة القضاة إلى المنصورية قلاون لرؤية هلال شوال ما خلا قاضى القضاة الحنفى والحنبلى، فالحنفى معتكف بجامع الحاكم، والحنبلى لضعفه وانقطاعه، ولم ير الهلال وهو المقصود الأعظم لئلا تكون خطبتان فى يوم فيكون ذلك يزعمهم على السلطان غير مشكور، فلا قوة إلا بالله.
[شوال]
أهل بيوم السبت ويوافقه من أيام الشهور القبطية [السابع (١) والعشرين من برمهات ١١٨٦] لأن رمضان جاء تاما.
فيه صعد قضاة القضاة ونوابهم وبعض المشايخ إلى القلعة وكنت حاضرا
(١) الإضافة من التوفيقات الإلهامية، ص ٤٣٨ ويعادل هذا التاريخ ٢٣ مارس ١٤٧٠ م