للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قبض من الأشرفية برسباى بممالأة الأمير جانبك الظاهرى القصير الدوادار الكبير وسجن مدة ثم نفى إلى البلاد الشامية، وآل أمره بعد ذلك إلى أن صار دوادار السلطان بحلب، وتجرّد لقتال شاه سوار صحبة العساكر المجهزة له، فقبض عليه شاه سوار فى الوقعة وسجنه إلى أن مات فى شهر ربيع الأول من هذه السنة.

وكان قائم المذكور مترفعا على غير شئ، وله أخلاق سئ التصريف فيها من وحاشتها، وعنده بخل زايد مفرط إلى الغاية على ما ينقلونه (١) عنه، وقال الجمال يوسف بن تغرى بردى المؤرخ فى تاريخه: «كان عاديا ذا خلق سئ، مع بخل وشح وتكبر وخفة وطيش»، عفى الله عنى وعنهما.

١٣ - فوزى (٢) بن عبد الله الظاهرى، الأمير سيف الدين

، أحد أمراء العشرات ورأس نوبة من جملة رءوس النوب، وأصله - كما قدمنا - من مماليك الملك الظاهر جقمق أيام إمرته، فلما ركب (٣) التخت استقرّ به بعد مدة طويلة خاصكيا لصغر سنّه ثم استقر به ساقيا، ثم جعله من جملة الأمراء العشرات ولده الملك المنصور عثمان ثم إسحاق، ونفى إلى البلاد الشامية إلى أن تسلطن الملك الظاهر خشقدم فاستقدمه إلى الديار المصرية وأنعم عليه بإمرة عشرة كما كان، وجعله من جملة رءوس النوب، وتجرد لقتال شاه سوار صحبة العسكر، فعاد مريضا إلى القاهرة ومات فى يوم الجمعة ثامن جمادى الأولى من هذه السنة، وحضر السلطان - نصره الله - الصلاة عليه بمصلى المؤمنى.

كان وصل إلى الكهولية، وهو كثير الأدب والحشمة والرياسة والسكون والعقل والهدوء، مع حسن الشكل وجمال الصورة واللحية والتواضع ولين الجانب وحسن الأخلاق، رحمه الله تعالى.


(١) فى الأصل «ينقلوه».
(٢) وردت ترجمته بإيجاز شديد فى الضوء اللامع ٦/ ٧٥٨.
(٣) يقصد بذلك السلطان جقمق.

<<  <  ج: ص:  >  >>