للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قرقماس الأشرفى المشهور بالجلب أمير مجلس طلع من الغد إلى السلطان يساله فى عدم السفر ويسأل أن يكون طرخانا، فلم يلتفت السلطان لكلامه ولا اكترث به وأغلظ عليه فى اللفظ وألزمه بالسفر، فامتثل ذلك.

ولما نزل قرقماس المذكور إلى داره واجتمع (١) عليه خجداشيته (٢) فأشاع لسخيفو العقول أن لابد من ركوب على السلطان، ويأبى الله ذلك والمسلمون.

ولما أصبح الغد من تاريخه ركب السلطان - نصره الله - حتى قلعة الجبل فى أناس قلائل جدا من خاصكيته وأعوانه إلى جهة خليج الزعفران واستمر يومه مقيما يتنزه ويتمتع بما أعطاه الله من نفوذ الحرمة والكلمة والعمل الصالح، وعاد آخر النهار إلى القلعة وهو غير مكترث بما أشيع من الركوب، فبطلت القالة وعلم كل أحد أنه مستخف بهم ولا يخاف إلا الله جل وعلا.

[شهر رجب]

أهل بيوم الأحد الموافق له من شهور القبط العشرين من طوبة والناس فى أمر مدلج من غلو الأسعار وبوادر الطعن ببيوت بعض الناس بالقاهرة غير أنه قليل، ونسأل الله السلامة والعفو والعافية فى النفس والأهل والمال والولد.

وفى هذا اليوم وصل المقر الأشرف الكريم العالى الأتابكى أزبك من ططخ من البحيرة بعد أن أصلح أحوالها ووطن أهلها وأردع المفسدين وأجلاهم


(١) فى الاصل «واجتمعوا عليه خجداشيته فأشاعوا السخيفين العقول».
(٢) كلمة فارسية الأصل «خواجه تاش». والخجداش أو الخشداش مملوك يكون مرافقا لآخر مثله، ويكونان ومن معهما فى خدمة أمير كبير.

<<  <  ج: ص:  >  >>