الأنصارى - كاتب السر حفظه الله على المسلمين - والمقر الشرفى الأنصارى وغالب فقهاء البلد وطلبتها وتوجهوا صحبته إلى التربة، وكان شابا جميلا بلا لحية، وفيه أهلية للاشتغال بالعلم، وحفظ كتبا عديدة فى مذهبه، وخطب بجامع الزاهد بالمقسم وبجامع سيدى محمد الغمرى أعاد الله علينا من بركاتهما، وكثر الأسف عليه وانقطع أبواه [حزنا] عليه وأسفا عليه أسفا عظيما. عوضهما الله الجنة.
[١٤ - محمد بن كرسون التاجر الخواجا فى البهار المعروف والمشهور باين كرسون]
. توفى فى يوم السبت سادس شهر ربيع الآخر سنة خمس وسبعين وثمانى مائة، وخلف أموالا كثيرة وولدا وبنتا وأخا، ومن قائل إن السلطان ختم على المال ومن قائل إن السلطان لم يتعرض له، غير أن ناظر الخاص لا بد له من شئ فإنه تعلل على ورثته بأن فى جهته مالا لديوان السلطان من جهة المكوس فالله أعلم. ووصل إلىّ عن هذا التاجر أنه كان يخرج حق الله تعالى - أعنى الزكاة - إخراجا حسنا، وكان يحسن للشيخ كمال الدين بن إمام الكاملية العالم المشهور بين الشافعية بالديانة والصلاح والعفة والدين المتين - الذى توفى فى سنة أربع وسبعين وثمانى مائة بطريق الحجاز - فى كل سنة بمائة وخمسين دينارا ويرسل له فى كل سنة ألفا وخمسمائة رغيف فى ختم بصنعه للفقراء، وكان وعده أنه يبتاع له ملكا للسكن بخمسمائة دينار ويوقفه على الشيخ المذكور (١) فلم يتهيأ له ذلك، ووصى على ولده وماله شيخنا الشيخ أمين الدين الأقصرائى الحنفى فذب عنه وحماه، وأثنوا عليه خيرا فى معاملته ودينه وصلاته وأمانته، [كان] عفيفا عن المنكرات والفروج،