للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السيد الشريف كان كبير اللحية، واتفق أن بعض الغرباء دخلوا لزيارة الشيخ فوجدوا الشريف بلحية عظيمة وهيئة جسيمة والشيخ نحيفا لطيفا، فبادروا للشريف وقبّلوا أيادبه ظنا منهم أنه الشيخ فقال لهم: «هذا هو الشيخ»، فلما سمع الشيخ كلامه قال للشريف: «هؤلاء يسلمون على ذقنكم».

توفى رحمه الله تعالى بعد قدومه من مجاورته بمكة المشرفة فى ليلة السبت مستهل شهر صفر، ودفن من الغد بتربة سيدى عبد الله المنوفى بالقرب من ضريحه وقد ناهز الستين تخمينا، تغمده الله برحمته وأسكنه بحبوحة جنته، وجمعنا عليه فى مستقر رحمته. آمين.

١٨ - محمد بن [أحمد بن عمر] (١) الشنشى الشافعى الشيخ الإمام شيخ مدرسة زين الدين الأستادار

، وكان من علماء الشافعية القدماء وهو آخر من حضر دروس شيخ الإسلام سراج الدين البلقينى وغيره من طبقته، وأقرأ ودرس سنينا كثيرة وانتفع به الطلبة، وفى آخر عمره اختلط وكبر فإنه جاوز المائة سنة من العمر، وعلى ما كان فهو معدود من فقهاء الشافعية. توفى فى يوم السبت تاسع جمادى الأولى وكان بيننا وبينه صحبة ومودة أكيدة ومداعبات لطيفة. وعفا عنه.

[١٩ - محمد بن أحمد بن عبد الرحيم بن محمد بن أحمد بن أبى بكر القاضى معين الدين ابن القاضى تاج الدين ابن قاضى القضاة شمس الدين الطرابلسى الحنفى أحد نواب الحكم الحنفية بالديار المصرية]

. مولده فى ذى القعدة سنة اثنتى عشرة وثمانى مائة ونشأ تحت كنف والده فقرأ القرآن العظيم وعدة متون فى مذهبه وناب فى الأحكام زيادة على ثلاثين عاما، وحج غير مرة آخرها فى موسم سنة اثنتين وسبعين وثمانى مائة فى الرجبية صحبة رئيس الدنيا القاضى


(١) فراغ فى الأصل وقد أضيف بعد مراجعة ترجمته الواردة فى الضوء اللامع ٧/ ٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>