للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الناس عليه فإنه كان دينا خيرا ساكنا متواضعا كثير الحياء والأدب، يعرف منازل الناس ومراتبهم، وسعى فى وظيفته الجم الغفير عند السلطان وحواشيه فما قبل السلطان منهم أحدا (١)، وخرّج الوظيفة وما باسمها من المرتبات والجوامك واللحم والعليق والكسوة والأضحية والجراية باسم الوزير المعزول المسمى يحيى (٢) بن صنيعة، وحصل له المعلوم فى كل شهر ستة آلاف درهم، بعد أن كان القاضى شهاب الدين ابن التاج - عين موقعى ديوان الإنشاء الشريف - سعى فى أن يكون ما باسم المتوفى مضافا له فما وافق السلطان على ذلك، فساعده رئيس الدنيا ابن مزهر الأنصارى كاتب السر حفظه الله، فرسم له بألف درهم من معاليمه فى كل شهر خارجا عن الستة آلاف التى خرجت باسم ابن صنيعة وأثنى (٣) الناس على صاحب الترجمة خيرا كثيرا وفضلا جزيلا وعقلا وافرا ونبلا باهرا، وعمره - تخمينا - أكثر من ستين سنة، عفا الله عنه.

[٣ - أحمد بن محمد بن على الشيخ شهاب الدين، شاعر الوقت، أبو الطيب الأنصارى الشافعى المقرئ المشهور والمعروف بالحجازى]

، كان فصيحا فى القراءة دقيق الشعر، آية من آيات الله فى الأدب. مولده فى شعبان سنة تسعين بالقاهرة - كما أخبرنا بذلك من لفظه - ونشأبها فحفظ كتاب الله العزيز وعدة كتب فى الفقه والحديث والأصول والنحو، وعرض ذلك على علماء عصره ومشايخه، ثم اشتغل بفن الحديث الشريف، فسمع على شيخ


(١) فى الأصل «أحد».
(٢) كان من مسالمة الأقباط ومن خدم بالكتابة وعمل الوزارة ثم باشر التوقيع فى خدمة الغير، وكان موته سنة ٨٨٢ هـ، راجع عنه السخاوى: الضوء اللامع ١٠/ ١٠٦١.
(٣) فى الأصل «وأثنوا».

<<  <  ج: ص:  >  >>