للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عمر (١) اللقانى، وأخذ الشيخ عباس المغربى (٢) والشيخ نور الدين البلبيسى صرّته التى على البخارى من الذخيرة، وأخذ يحيى السفطى طلبا بالمدرسة البديرية (٣) المجاورة لباب سر الصالحية النجمية، . مات فى ليلة الجمعة المسفرة عن سابع شوال المذكور فجأة وقت الأذان وصلى عليه بعد العصر من الغد بمصلى باب النصر وحضر جنازته قضاة القضاة الأربعة وغيرهم من علماء المذاهب والمشايخ والطلبة والمباشرين، خلا رئيس الدنيا ابن مزهر الأنصارى كاتب السر حفظه الله لضرورة أو جبت ذلك. ودفن من الغد بحوش صوفية سعيد السعداء.

وأظهر حرمة فى الأحكام من تعزير وإشهار، وأقام منار الشرع وصدع من تمرد من العوام ووافقته الليالى والأيام، وفى الواقع كان حسن الصحبة خفيف الوطأة لطيف الذات أبيض رقيقا ظريفا يعرف من أين يؤكل الكتف، وأثنى عليه أصحابه خيرا، ونعم الرجل سمتا ودينا وخيرا، عفا الله تعالى عنه.

[١٢ - فارس بن عبد الله الأمير سيف الدين من دولات باى المحمودى الزردكاش الكبير بالديار المصرية]

، وصل الخبر بوفاته من دمشق فى يوم الخميس ثانى ربيع (٤) الأول من سنة خمس وسبعين وثمانى مائة وكان مبدؤ


(١) الوارد فى الضوء اللامع ٦/ ٤١٥ أنه قضى غالب عمره يتكسب بالشهادة غير شهر قضاه فى نقابة قضاء المالكية.
(٢) الأرجح أنه عباس بن أحمد بن عباس القرشي من عرب بنى مزوة الذين سكنوا فاس، وقد ولد بصحراء تاقست التى هى قرية لكتامة وزنائة بآخر بلاد المغرب، انظر مراصد الاطلاع ١/ ٢٥٠.
(٣) كانت هذه المدرسة بجوار باب سر المدرسة الصالحية النجمية بالقاهرة، وكان موضعها من جملة تربة القصر فنبش شخص اسمه ناصر الدين محمد بن محمد بن بدبر العباسى قبور الخلفاء وأنشأ هذه المدرسة سنة ٧٥٨ هـ، وعمل فيها درس فقه للشافعية، انظر الخطط للمقريزى ٢/ ٣٩١.
(٤) الوارد فى الضوء اللامع ٦/ ٥٤٦ أنه مات فى صفر من هذه السنة.

<<  <  ج: ص:  >  >>