للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المغربى المالكى فى النحو، وأخذ أيضا عن شيخنا العلامة شمس الدين الشروانى الشافعى، وعن شيخنا شيخ الإسلام محيى الدين الكافيجى الحنفى، ولم يزل يدأب فى تحصيل العلوم وضبطها وتحريرها وتدفيقها حتى نبغ وفضل وتقدم، ومهر فى الفقه والأصول والفنون، وأشير إليه بالفضيلة التامة، وناب فى القضاء عن قاضى القضاة ولى الدين الأموى السنباطى (١) المالكى، واستقر فى تدريس الجمالية بعد عمه قاضى القضاة السيد حسام الدين بن حريز، وانتدب بعد السيد ابن حريز المذكور للإقراء فأقرأ كتبا وأفتى قليلا، ولما مات القاضى محيى الدين عبد الوارث من مدة سنة وثمانية شهور عينه رئيس الدنيا المقر الأشرف الكريم العالى الزينى ابن مزهر الأنصارى كاتب السر الشريف - عظم الله شأنه - لقضاء المالكية بدشمق فصعد ليلبس فلم يتهيا له ذلك لأمور، إلى أن كان يوم الثلاثاء رابع شوال سنة تاريخه - أعنى خمس وسبعين وثمانى مائة - طلب لحضرة السلطان نصره الله فخلع عليه بقضاة القضاة بدمشق المحروسة عوضا عن المحيوى ابن عبد الوارث المذكور، ووكب معه قضاة القضاة والأعيان، ولم ينشب أن فاجأه الموت بعد ثلاثة أيام من ولايته القضاء كما سيذكر، وخلف جارية مشتملة على حمل، ومن العجب أن أخاه الشهاب أحمد (٢) سافر قبل موته بيوم واحد إلى دمياط وطلب بعد هذا الأجل تركة أخيه فقيل إنها اشتملت على ألف دينار تخمينا، وخرجت وظائفه لجماعة سيذكرون، فاستقر فى تدريس الجمالية الخطيب الوزيرى، وفى تدريس جامع ابن طولون قاضى القضاة سراج الدين عمر بن حريز (٣) المالكى، ومرتب الجوالى


(١) انظر الضوء اللامع ٩/ ٢٩٧.
(٢) كان ممن جمع بين التروة من اشتغاله بالتجارة والتمسك بالدين والاهتمام بأصوله، راجع السخاوى: شرحه، ج ١ ص ٩٠.
(٣) الضوء اللامع ٦/ ٢٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>