للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أوقدت، وثياب زينت، ومغانى فى عدة حوانيت ركزت، وإظهار الفرح والسرور، حتى تلطخ (١) أعوانه وحفدته بالزعفران، وركب معه المباشرون خلا رئيس الدنيا ابن مزهر الأنصارى - كاتب السر الشريف حفظه الله على المسلمين - لضعفه وانقطاعه، عافاه الله وشفاه، فركب معه عظيم الدنيا الدوادار الكبير، لكن ابن المقسى كان يحجبه والقاضى الحنفى ابن الشحنة، وكان بإزاء الدوادار متحدثا معه وركوبه معه لأجل مرتباته ومرتبات أولاده فى الخاص، وكان اتفق له الركوب مع ابن الكويز لما وليها، وذمّ الناس مباشرة ابن الكويز لأمور منها عدم سعده، ومنها تحريّه فى أموره بالنجم والرمل والميقات، ومنها سعيه على صهره فى وظيفته، ولم يرض فى مباشرته أحدا من السلطان فمن دونه، فسبحان مقلب القلوب ومغير الدول، لا إله إلا هو.

[شهر ربيع الأول]

أوله الأربعاء ويوافقه من الشهور القبطيّة أول سنتها الذى هوتوت (٢)

فيه صعد قضاة القضاة لتهنئة السلطان بالشهر على العادة وانصرفوا.

وفى أمسه أضاف (٣) المقر الزينى أبو بكر بن المقر المرحوم الزينى عبد الباسط (٤) عظيم الدنيا وصاحب حلها وعقدها والدوادار الكبير عظم الله شأنه، وكان فى خدمته الأمير تمر (٥) المحمودى الظاهرى حاجب الحجاب وعدة من الأمراء


(١) فى الأصل «تلطخوا».
(٢) يستفاد من التوفيقات الإلهامية، جدول سنة ٨٧٥، ص ٤٣٨، أن أول هذا الشهر العربى كان خامس أيام النسئ القبطى أى أن أول توت سنة ١١٨٧ هو يوم الأربعاء الثانى من ربيع الأول.
(٣) أى استضاف.
(٤) راجع الضوء ١١/ ١١٠.
(٥) راجع الضوء ٣/ ١٧١.

<<  <  ج: ص:  >  >>