للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وشكى حاله لعظيم الدنيا الدوادار الكبير فعطف عليه وشفع فيه ورسم أن يكون على عادته، ومن عارضه يكون خصما لعظيم الدنيا الدوادار الكبير، وإلى الله المصير.

وخرجت تقدمة الأمير برقوق الذى استقر فى كفالة دمشق لخير بك (١) من حديد الأشرف برسباى، وخرج إقطاع خير بك المذكور لجانبك (٢) حبيب واستقر أيضا فى تقليد نيابة الشام، والله يهدينا إلى دار السلام.

واتفق أن رئيس الدنيا ابن مزهر الأنصارى - كاتب السر حفظه الله على المسلمين - حصل له توعّك فى باطنه من ليلة الخميس خامس عشرى شهر تاريخه - أعنى صفر - وانقطع، ثم صلى الجمعة بالجامع ورجع فاختفى عدة أيام، وتألّم الناس لضعفه فإنه روح الوجود، وهرع الأكابر والأصاغر للسلام عليه حتى عظيم الدنيا الدوادار الكبير والمقر الأتابكى فإنه صار والدهم فى الخير، وأخاهم فى السن، وولدهم فى التواضع إلى غير ذلك من الأفعال الجميلة الجليلة، وعندى من عظم دعائى ومحبتى له حبه ما يوازى حبى للناس الموجودين فى عصره من جنسه، فإنه مرصد لغوث الملهوفين ونصرة المظلومين.

وفى يوم الأحد سابع عشريه ظهر القاضى تاج الدين عبد الله بن المقسى، ورسم له بمباشرة وظيفة الخاص بعد الترسيم على الأمير عبد الرحمن بن الكويز، وهرع الناس للسلام عليه فى داره، وباشر فى خدمته مباشرو (٣) الخاص، وأصبح من الغد الذى هو الاثنين تاسع عشريه فخلع عليه طرحة (٤) وطراز زركش، وركب فرسا بسرج ذهب وكنبوش زركش، وكان له محفل هائل من شموع


(١) الضوء اللامع ٣/ ٧٧٨.
(٢) ويعرف بجانبك العلائى بن أقبرص، شرحه ٣/ ٢٣٦.
(٣) فى الأصل مباشرون.
(٤) فى الأصل «طرحا» وقد دأب الجوهرى على استعمال هذا اللفظ بدلا من «الطرحة».

<<  <  ج: ص:  >  >>