للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٨ - سرور بن عبد الله الحادم الطواشى الحبشى الطرباى]

، كان خادم الأمير طرباى الأتابكى [الظاهر برقوق (١)] كما ذكر لنا، وقال الجمال يوسف ابن تغرى بردى: «أصله من عتقاء شخص يسمى طرباى لا أعرفه، لعله كان من الأجناد، ثم اتّصل بخدمة بيت السلطان وصار جمدارا من جملة الجمدارية وغيرهم، وتنقل وترقى إلى أن ولى مشيخة الحرم النبوى - على ساكنه أفضل الصلاة والسلام - واستمر به سنينا إلى أن كبر سنّه، وكان له سنين ببيت السلطان» انتهى كلامه. قلت: كان تبع جمدارا من سنة خمس وعشرين وثمان مائة، وكان دينا خيّرا محافظا على الصلوات المفروضات وسننها، وله أذكار، ويدعى عفة وصيانة ورأينا منه ذلك، وكان بينى وبينه صحبة باعتبار أن والدى كان له عليه حوالات من جهة ديوان الدولة، فإنه كان يستأجر من الوزير بلادا بالجيزية ويعجل بإجارتها فى وزارة الصاحب كريم الدين ابن كاتب المناخ والصاحب أمين الدين إبراهيم ابن الهيصم (٢)، وكانت معاملته حسنة، زهرا فى نفسه وملبسه ومركبه وبيته، ويواظب التوجه لجامع الأزهر، واستمر شيخ الحرم فدام به إلى أن توفى يوم الخميس العشرين من صفر فى هذه السنة وبه دفن، وتعصب عليه الجمال يوسف بن تغرى بردى فقال: «مات لوالدى خادم حبشى من خدام الحرم الشريف، وذكر الخادم فى وصيته ما عليه من الديون وذكر أنّ له عند سرور هذا مائة دينار قرضا هذا كلامه ومن خطه نقلت، فأنكر سرور ذلك وقال: ماله عندى شئ، وكان الخادم غير كذوب لا سيما الشخص يريد عند موته خلاص ذمته وكيف يدعى بما ليس له».

انتهى كلامه فليتأمل.

٩ - شاهين بن عبد الله الطواشى الرّومى الظاهرى جقمق المعروف بشاهين


(١) أضيف ما بين الحاصرتين بعد مراجعة الضوء اللامع ٤/ ١٩
(٢) انظر ترجمته فى الضوء اللامع ج ١ ص ٦٧ - ٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>