للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غزالى، الأمير سيف الدين رأس نوبة الجمدارية، وأصله من خدام الأمير فارس (١) نائب قلعة دمشق، فلما سافر الأمير جرباش المحمدى المشهور بكرد (٢) الناصرى إلى البلاد الشامية فى سنة ثلاث وأربعين وثمان مائة، وعلى يده تقليد بعض نواب البلاد بدمشق رآى صاحب هذه الترجمة عند فارس المذكور فابتهج به، وأعجبه جماله وحسن صوته وشكالته وقامته وهيفه، وصار ذلك فى نفسه، فلما عاد إلى القاهرة أعلم الملك الظاهر جقمق - رحمهما الله - به فطلبه من سيده.

فأرسله مع تقدمة معه، فقبله الملك الظاهر وأعتقه واستقرّ به خازنا، ثم صيّره ساقيا فدام على السقاية إلى دولة الملك خشقدم رأس نوبة الجمدارية بعد عزل خجداشه خشقدم الأحمدى، ودام على ذلك إلى أن تسلطن الملك الأشرف - عز نصره - فناله منه بعض خوف فى الباطن». انتهى كلامه.

وتوعّك صاحب الترجمة ومرض فى شهر ربيع الآخر، وطال مرضه إلى أن مات فى ليلة السبت ثامن جمادى الأول (٣)، ودفن من الغد، وحضر السلطان الصلاة عليه هو وغالب العسكر، وكان قد قارب الخمسين من العمر.

وكان صاحب هذه الترجمة من أجمل أبناء جنسه وجها، وأطولهم قدا ويدا وأعذبهم لفظا، وأكثرهم أدبا وتواضعا، وأفصحهم لسانا وأحسنهم تذكرة، وبالجملة فإنه عديم النظير سيما على ما يقال إذا انشرح وانبسط، وكان منهمكافى


(١) كان أحد أمراء الحملة التى خرجت لغزو رودس وقشتيل الروج ومات سنة ٨٤٧ هـ، انظر الضوء ٦/ ٥٤٨.
(٢) هكذا فى الأصل، ولكنها وردت برسم «كرت» مرتين فى ترجمته بالضوء ٣/ ٢٧٠، وفسرها بقوله «قيل له كرت لكونه كثير الشعر» ثم عاد مرة أخرى، شرحه ٣/ ١١٢٨ فكتبه بالدال.
(٣) يستدل من هذه الكلمة على أن المؤلف كان ينقل الترجمة، ولكن فاتته الإشارة إلى اسم المنقول عنه.
(٣) الوارد فى ابن إياس: بدئع الزهور ٣/ ٢٤ أنه مات افى جمادى الآخرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>