للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فاجتمع به ثم رجع، ودخل من القاهرة وعظيم الدنيا المذكور فى خدمته قريب المغرب. وهم فى كلام كثير، وإلى الله المصير.

[(شهر ربيع الآخر)]

أهل بيوم السبت لأن ربيع الأول جاء تماما يوافق من أيام الشهور القبطية خامس (١) عشر بؤنة، صعد فيه قضاة القضاة لتهنئة السلطان بالشهر على العادة وكان يتقدمهم أمير المؤمنين المتوكل على الله أبو العز عبد العزيز دام شرفه فهنأه بالشهر، ثم دخل القضاة بعد أن جلسوا طويلا بجامع الناصر ابن قلاون ينتظرون الإذن فإن السلطان نصره الله كان يلعب بالكرة هو والأمراء المتقدمون، فلما فرغوا جلس بالحوش السلطانى تحت الدكة وكنت معهم فهنوا ودعوا وانصرفوا ولم يتكلم أحد منهم ببنت شفة.

وفيه عرض السلطان مماليكه الذين بالأطباق وعين منهم جماعة، وتأخرت النفقة إلى يوم الاثنين ثالثه، وأشيع أن السلطان عين جماعة من الأمراء والمماليك يحفظون مينة الإسكندرية ودمياط ورشيد وألطينة وغيرها، فاللهم الطف بعبادك برا وبحرا سفرا وحضرا.

يوم الاثنين ثالثه أنفق السلطان على المماليك المجردين صحبة أمير سلاح الدوادار الكبير وعدتهم خمسمائة نفر، لكل نفر مائة تعجز دينارين، وبعضهم ثلاثة دنانير للخزندارية، وبجاميكية أربعة شهور معجلة، وأنعم لكل واحد بجمل، فكان مجموع المال خمسين ألفا وخمسمائة جمل خارجا عن الجامكية المعجلة، وقيل ستمائة وخمسون فالله أعلم بذلك. [وهذا] خارج عن نفقة الأمراء وباش العسكر أمير سلاح.


(١) الوارد فى التوفيقات الإلهامية ص ٤٤٣ «سادس عشر بؤونه».

<<  <  ج: ص:  >  >>