للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المشهور بابن (١) جنة، وحضر جنازته القاضى الشافعى والشيخ أمين الدين الأقصرائى وأعيان البلد وله أخوان لم يحضرا غسله ولا جنازته، لأنهما صعدا للسلطان وشكيا له أن أختهم احتاطت على موجود أخيهم الميت وأحضرت شهودا وهو ضعيف فشهدوا عليه أنه ملّك داره لها، فعارضه رئيس الدنيا ابن مزهر الأنصارى - كاتب السر حفظه الله - وقال للسلطان: «هذه وصية ومرجعها إلى الشرع» فحصل غاية الإنصاف، ولله الحمد.

[شهر جمادى الأولى المبارك]

أهل بيوم الاربعاء الموافق لثامن عشر بابه لأن ربيع الآخر جاء ناقصا.

فيه صعد قضاة القضاة ومشايخ الإسلام لتهنئة السلطان بالشهر، وكنت حاضرا المجلس، وكان السلطان - نصره الله - يلعب الرمح فانتظره القضاة طويلا بالجامع، وانتظره الشيخ أمين الدين بباب الدهيشة وسبق فسلم على السلطان قبل القضاة على خلاف العادة، وكان جالسا بالمسطبة التى أنشأها بآخر الحوش عند سكن ولد الملك الظاهر جقمق والأشرف إينال فى عظمة زائدة ببشتميخ هائل بعد أن لعب الرمح إلى قريب الظهر وهم ينتظرونه وهو لابس سلاريا صوفا أبيض بسنجاب، فسلم القضاة ودعوا وانصرفوا، وعظم السلطان القاضى الحنفى وسأله بالجلوس على مقعده الذى هو جالس عليه مرارا حتى امتثل مرسومه فى ذلك.

وفى هذه اليويميات أو قبلها بيسير تولى دمياط شخص من الأتراك يسمى


(١) نسبة إلى أمه لكونها ابنة البدر محمد بن السراج البلقينى، راجع السخاوى: الضوء اللامع ٧/ ٤٠. انظر فيما بلى ص ٣٥٠ س ١٨ - ١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>