للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البلاد لعمل مصالح الجسور والعباد وإزالة الظلم والفساد، فنصره الله نصرا عزيزا وفتح له فتحا مبينا.

وفى هذه الأيام غرقت معدية ببحر النيل فيها عدة أنفس من رجال وصبيان ونساء، وغرق فيها شخص من جماعة قاضى القضاة قطب الدين الخيضرى أعزه الله.

وفى هذا الشهر وجدت (١) امرأة وبنت بكر مقتولة بجوار بكى فى الأزبكية لم يعلم لها قاتل ولا وارث وذهب دمها هدرا، وقيل: إنها ماتت ناقصة العقل.

وفى يوم الثلاثاء ثامن عشريه وصل سيف الأمير أزدمر نائب حماه قريب السلطان وسيف طومان أمير كبير بها؛ وسبب ذلك أن سيف البدرى أمير آل جار وثب على شخص من أقاربه يدعى غسان بينه وبينه عداوة فخرج النائب لنصرة قريب سيف فإنه فى طاعة السلطنة فمنعوه من ذلك وقالوا له: «مالنا وقتال العرب؟» فلم يمتنع وتبعه عسكر حماه فقاتلوا وتبعوه، فأكمن لهم كمينا فاقتتلوا مع الكمين قتالا عظيما قتل فيه النائب وأمير كبير وخلق، ووصل الخبر بذلك للسلطان فنكد كمدا زائدا وهو معذور فما شاء الله لا قوة إلا بالله، إنا لله وإنا إليه راجعون، ما شاء الله كان.

[(شهر ربيع الأول)]

استهل بيوم الخميس بالرؤية وثبت على ثلاثة من نواب سيدنا قاضى القضاة ولى الدين الأسيوطى الشافعى ووافقه من أيام الشهور القبطية (٢) خامس عشر بشنس، والسلطان مسافر فى مصالح العباد، لكشف الجسور وتجديد المعروف.


(١) لعل هذه العبارة هى «وجدت امرأة بنتا بكرا».
(٢) بمراجعة التوفيقات الإلهامية، ص ٤٣٩، يستدل على أن أول ربيع الأول كان يوم الخميس كما بالمتن، ولكن يوافقه من أيام الشهور القبطية ١٣ مسرى ١١٨٨ وليس ١٥ بشنس.

<<  <  ج: ص:  >  >>