للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[شهر ربيع الأول]

أهلّ بالاثنين الموافق له ثانى عشرى (١) توت والأسعار فى نمو وزيادة لا سيما الحبوب، فإن القمح وصل إلى تسعمائة درهم الإردب، والشعير لستمائة درهم وهو عزيز الوجود، والفول إلى أربعمائة درهم لكنه موجود، وسائر ما يؤكل غلا وعدم.

وأصل هذا الغلاء استيلاء العربان على أسفل مصر من الوجه البحرى وخسة الزروع ونزول البحر بسرعة، فإنه من يوم فتح سد بنى منجا - وكان ثالث (٢) عشر توت - نقص نقصا فاحشا ولم يلبث اليوم الواحد بحيث إن الناس ازدحموا على ملئ الصهاريج بالصحراء وغيرها كما هى العادة المألوفة ازدحاما شديدا خوفا أن يفوتهم ذلك لنقص البحر، مع أن غالب الخلق ملأوا من خليج الزعفران لفقدهم الماء من الخلجان، فإنه هبط هبوطا لا يتدارك ولا يعود، ووقع الزرع بالقليوبية وغيرها على المحاريث، وحرثوا والوقت فى العشر الثالث من توت، والمثل الساير «من لم يزرع فى بابه، لم ياكل لبابه»، فما بالك بزرع توت؟ والأمر كله لله يتصرف فى العبيد بما يريد، وليس لأحد من خلقه أمر إلا بأمره جل وعلا.

وفى الأربعاء ثالثه وصل الخبر السلطانى للملك الأشرف قايتباى عز نصره من الإسكندرية بوفاة الملك الظاهر يلباى (٣) الإينالى بالطاعون فى ليلة الاثنين


(١) فى الأصل «عشر» ولكن الوارد فى التوفيقات الإلهامية، ص ٤٣٧ أن أول ربيع الأول يعادل ٢٢ توت ١١٨٥ ق.
(٢) هذا مع أنه وارد فى ما سبق ص ١٥ س ١ - ٢ أنه فتح سد بنى منجا يوم ١٨ توت
(٣) راجع ابن إياس: بدائع الزهور ٣/ ١٩، والضوء اللامع ١٠/ ١١٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>