للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وغيرهم، وأجاز له ابن الملقن والأنباسى قطعة وحدث. سمع منه الفضلاء.

وأخبرنى الشيخ الحافظ شمس الدين السخاوى أيده الله أن البقاعى قرأ عليه بعد أن أطلق لسانه فيه أيضا جزءا أسماه «ابتلاء (١) البازعلى ابن الخباز» وما علمت وصفه بابن الخباز لماذا؟ وكان رحمه الله تعالى مزجى البضاعة من العلم، وبيننا وبينه صحبة، وسفر إلى الحجاز الشريف فى سنة أربعين وثمانى مائة أو بعدها لما كان الأمير تمرباى رأس نوبة النوب أمير حاج المحمل وكان هو إمامه، وكان ظريفا خليعا طريفا نظيفا بسطا منادما كثير الحشمة، وعمر نحو الثمانين سنة. وتوفى فى يوم الجمعة عاشر شهر جمادى الأول من هذه السنة رحمه الله تعالى.

[١٠ - محمد بن على بن جعفر بن مختار، الحسينى نسبا، القاهرى مولدا، الشافعى مذهبا]

، الشيخ شمس الدين المشهور والمعروف بابن قمر، مولده بعد الثمانى مائة ونشأ نشأة حسنة فحفظ القرآن وأقبل على طلب الحديث فسمع من جمع كثير، ورحل إلى حلب وغيرها، ولازم شيخنا شيخ الإسلام قاضى القضاة خادم السنة والأثر الشهير نسبه الكريم بابن حجر ملازمة تامة، وكتب أكثر مصنفاته وغيرها بخطه وضبط أسماء الذين يحضرون السماع عنده، وكان يحصل له من ذلك شئ من الحطام؛ وقدمه للاستملاء عليه بعد وفاة مستمليه الشيخ زين الدين رضوان، وكان يميل إليه ويرفده بالإحسان ويصله بالوظائف والعطاء، وأمّ بالخانقاه البيبرسية مدة فعرف بها، ولما مات شيخنا ابن حجر ناب فى القضاء عن الشرف المناوى، [١٨٤ ب] وحصل له فاقة فى آخر عمره فرغب عن إمامة الخانقاه.

وكان إنسانا حسنا جيدا متواضعا هينا لينا متقللا من الدنيا قانعا باليسير منجمعا عن الناس خصوصا فى آخر عمره، واختصر «الأنساب» لابن الأثير،


(١) فى الضوء اللامع ٩/ ٣٠٢ «أشلاء الباز على ابن الخباز».

<<  <  ج: ص:  >  >>