للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وخدم بعده ببيت السلطان حتى صار خاصكيا، ثم صار من جملة الدوادارية الصغار فى دولة الملك الأشرف إينال، ثم نأمر عشرة فى دولة الظاهر خشقدم، ولما ولى خجداشه خيربك الفصر وهى نائب قلعة الجبل نيابة غزة استقر سودون هذا فى نيابة قلعة الجبل عوضا عنه، ودام فيها فى غاية الزهارة إلى أن سعى فى دولة الظاهرى يلباى أن يكون أمير مائة مقدم ألف بالديار المصرية، وبذل فى ذلك نحو عشرة آلاف دينار، واستقر فى التقدمة الألف بالديار المصرية، ثم نقله الملك الأشرف أبو النصر قايتباى إلى وظيفة رأس النوب عوضا عن الأمير نانق [المحمدى] الظاهرى [جقمق] المقتول بواقعة شاه سوار فاستمر صاحب الترجمة فى الوظيفة إلى أن عينه السلطان الملك الأشرف أبو النصر قايتباى - عز نصره - إلى تجريدة شاه سوار صحبة الأتابك أزبك وغيره، فتوجه إليها وقتل وسنه يقارب السبعين عاما. وكان شكلا حسنا بلحية نقية جدا، ولباسه زهرة أيضا، وفيه الخير والمعروف، وأنشأ بجوار بيته المجاور لبيت السلطان الملك الأشرف قايتباى - نصره الله - مدرسة ومكتبا للأيتام، وأوقف عليها أوقافا بقدر حاله، وكان جماعة للأموال. قال الجمال يوسف بن تغرى بردى المؤرخ عنه فى آخر ترجمته له: «وكان ممن يأكل ما كان، وامتحن فى أهل بيته ولكنه طلقها وأخرجها وصارت الآن تستكدى وذاك ذنب عقابه فيه، ولا يظلم ربك أحدا». عفا الله عنه ورحمه.

٣٤ - فارس بن عبد الله الأمير سيف (١) الدين البكتمرى

، أصله من عتقاء الأمير بكتمر (٢) السعدى وصار بعده بخدمة الملك الأشرف إينال، فقرره من جملة الدوادارية الصغار، ثم امتحن بعد موت الأشرف وبعد خلع ولده المؤيد، ولزم داره إلى أن تسلطن الملك الأشرف أبو النصر قايتباى - عز


(١) الضوء اللامع ٦/ ٥٤١.
(٢) الضوء اللامع ٣/ ٧٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>