للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمره دوادارا عند أستاذه الأمير دولات باى الدوادار الثانى ثم الكبير، وهو الذى أعتقه ورقاه وقربه وأدناه، وصار يحصّل ببابه الأموال والهدايا والضيافات، فأثرى وتمول وعظم جاهه وعوض ماله ونمى جانبه فبنى الدور الشوامخ العوالى، وسكن وتمتع ولبس وتجمل وحكم وعسف وأسرف على نفسه من لذات الدنيا ومتاعها وصار بعد من المتمولين، وتزوج بعد أستاذه بزوجته أم ولده عمر وسكن بداره أيضا، ونظر إليه السلطان الملك الأشرف أبو النصر قايتباى - عز نصره - فقرّبه واستقر به زرد كاشا كبيرا، وسيره إلى البلاد الشامية صحبة العساكر المجهزين لقتال شاه سوار، وكانت وفاته خارج بلدة دمشق بالمصطبة التى تعرف بمصطبة السلطان، ووجد صحبته من الذهب النقد خمسة آلاف دينار خارجا عن اللبوس والسلاح وغير ذلك، ولو لم يكن من محاسنه إلا ما فعله فى عبيد صبى الطيارى لما بلغه أنه يتسلط على عرض عمر ابن أستاذه، وكان مقداما وثابا فى الأمور، وفى وجهه ضربة سيف فصار كالمشطوب، وخلف ولدا مبذرا فأتلف وضيع، وخلف أيضا أوقافا ورزقا، وحسابه على الله.

[١٣ - محمد بن شيخ الشافعية فى عصره، وسراج الدين عمر العبادى الشافعى]

، فجع به والده وهو شاب سنه نحو الخمس (١) عشر سنة أو أكثر فإنه تعلل بعسر البول والخصية فانقطع ثلاثة أيام وقضى نحبه فى يوم الجمعة - بعد صلاتها - الذى هو سابع المحرم سنة خمس وسبعين وثمانى مائة، ودفن من الغد بتربة صوفية سعيد السعداء، وكانت جنازته حافلة حضرها قضاة القضاة الثلاثة خلا الحنبلى لضعفه وغالب الأعيان وأجلهم رئيس الدنيا ابن مزهر


(١) فى الأصل «الخمسة عشر سنة» وقد ورد فى الضوء اللامع ٨/ ٦٥٦ أنه ولد سنة ٨٥٧ هـ كما نص أيضا على أنه مات وله من العمر ثمانية عشر عاما.

<<  <  ج: ص:  >  >>